Home / شعر / اختلال العالم – أمين معلوف”هل بلغت البشرية عتبة إفلاسها الأخلاقي؟

اختلال العالم – أمين معلوف”هل بلغت البشرية عتبة إفلاسها الأخلاقي؟

أسامينا

يتناول أمين معلوف في كتابه اختلال العالم أزمة البشرية المعاصرة عبر ثلاثة مستويات أساسية: الفكر، الاقتصاد، والمناخ. يطرح تساؤلًا محوريًا: هل وصلت البشرية إلى إفلاسها الأخلاقي؟ يحاول المؤلف أن يبيّن أن هذه الأزمات ليست مجرد أحداث عابرة، بل انعكاس لانهاك حضاري عميق يعيشه كلٌّ من الغرب والعالم العربي على حدّ سواء. غير أن هذا التشخيص القاتم لا يخلو من أمل، إذ يرى أن المخاض العسير قد يفتح الطريق أمام رؤية أكثر نضجًا للهوية والمصير المشترك للبشرية.

المحاور الرئيسية

  1. الاختلال الفكري

يصف معلوف انفلات مسألة الهوية من ضوابطها التقليدية، بحيث صارت الهويات تُوظّف كأداة في الصراعات بدل أن تكون إطارًا للتعايش.

يشير إلى غياب الحوار الحقيقي واستحالة الوصول إلى فضاء جامع بين المختلفين، مما يفتح الباب أمام انقسامات وصراعات متجددة.

  1. الاختلال الاقتصادي والمالي

يرى أن الأزمة المالية العالمية لم تكن سوى عرض لأزمة أعمق في النظام القيمي الحديث.

الاقتصاد تحوّل من أداة لخدمة الإنسان إلى غاية بحد ذاته، مما جعل النظام العالمي هشًّا ومعرّضًا لانهيارات متتالية.

هذه الأزمة تعكس فقدان التضامن وتآكل العدالة الاجتماعية.

  1. الاختلال المناخي

أزمة البيئة نتاج عقود من الممارسات غير المسؤولة، القائمة على استنزاف الموارد وتجاهل العواقب.

الكوكب يواجه تهديدًا وجوديًا، يعكس غياب الأخلاقيات الكونية في تعامل البشر مع الطبيعة.

  1. الغرب والعالم العربي: حضارتان منهكتان

يربط معلوف هذه الاختلالات بانهاك مزدوج للحضارات الكبرى:

الغرب: يعاني من تراجع عن قيمه المعلنة مثل الحرية والمساواة والديمقراطية.

العالم العربي: عالق في مأزق تاريخي يتمثل في العجز عن الخروج من شرنقة الماضي والتفاعل الإبداعي مع العصر.

  1. بين التشخيص والأمل

رغم سوداوية التحليل، يرى المؤلف أن هذه المرحلة قد تكون فرصة لإعادة التفكير في الهويات والانتماءات.

المستقبل، برأيه، مرهون بقدرة البشر على صياغة مشروع إنساني مشترك يتجاوز الانقسامات ويؤسس لعلاقة أكثر مسؤولية مع الكوكب.

الخلاصة

اختلال العالم ليس مجرد رصد للأزمات العالمية في مطلع القرن الحادي والعشرين، بل محاولة لفهم جذورها العميقة في الفكر والقيم والحضارة. الكتاب يدق ناقوس الخطر حيال مصير البشرية، لكنه في الوقت نفسه يفتح باب الأمل لإمكانية صياغة مشروع إنساني جامع. إنه دعوة إلى تجاوز الانقسامات والهويات المغلقة، والانفتاح على رؤية كونية مسؤولة تُنقذ العالم من انهياره المحتمل.

Tagged:

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *