Home / مشكلة وحل / طب / الحراس الصامتون: الكليتان.. مصنع التطهير الحيوي ومعقل توازن الحياة

الحراس الصامتون: الكليتان.. مصنع التطهير الحيوي ومعقل توازن الحياة

الحراس الصامتون: الكليتان.. مصنع التطهير الحيوي ومعقل توازن الحياة

تخيلوا مصنعًا كيميائيًا دقيقًا يعمل دون توقف، على مدار الساعة، ينظف دمك 40 مرة في اليوم!هذا ليس خيالًا علميًا، بل هو واقع معجزة جسدك:

الكليتان. وراء صمتيهما وحجمهما المتواضع (بحجم قبضة اليد)، تقبعان قوة لا تُقدَّر بثمن، وحارسان لا غنى عنهما لاستمرار الحياة ذاتها

ليستا مجرد “مرشحات” تنتج البول، بل هما مركز القيادة الحيوي لأهم العمليات في كيانك:
التطهير المتقن:تخلصان دمك من السموم القاتلة ونفايات الأيض (مثل اليوريا والكرياتينين) التي لو تراكمت لأصبحت سمًا مميتًا.
انهما.. حُماة التوازن الدقيق: تنظمان بدقة متناهية مستويات الماء والأملاح (كالصوديوم والبوتاسيوم) ودرجة حموضة الدم (pH)، فتحافظان على بيئة مثالية لكل خلية من خلاياك لتعمل بانسجام.
و منظمات الضغط الحيوي: تفرزان هرمون الرينين (Renin) الرئيسي الذي يتحكم في ضغط الدم، حمايةً لقلبك وشرايينك من المخاطر.
كذلك هما منشطات الدم: تطلقان هرمون الإريثروبويتين (EPO) الذي يحفز نخاع العظم لإنتاج خلايا الدم الحمراء، ليبقى دمك غنيًا بالأوكسجين.
و حارسات العظام:تنشطان فيتامين د الضروري لامتصاص الكالسيوم والحفاظ على عظام قوية وسليمة.
ان اسواء 10 عادات تدمر الكلى أحذر منها لتحافظ على صحة الكليتين:

-عدم شرب ما يكفي من المياه :
وظيفة الكلى الأكثر أهمية هو تصفية الدم والتخلص من السموم والنفايات. عندما لا تشرب الماء بكميات كافية خلال النهار ، فإن السموم و النفايات تبدأ في التراكم ويمكن أن تسبب أضرارا بالغة في الجسم .

-اضافة الكثير من الملح في النظام الغذائي :
جسمك يحتاج الة الصوديوم أو الملح للعمل بشكل صحيح , ولكن معظم الناس يستهلكون الكثير من الملح الذي قد يرفع ضغط الدم ويضع الكثير من الضغط على الكلى . كقاعدة جيدة من التجربة، يجب أن لا يزيد احتواء الطعام عن 5 غرامات من الملح يوميا .

-تأخير كثيرا نداء الطبيعة :
تجاهل الكثير منا الرغبة للذهاب الى دورة المياة لأنهم مشغولون جدا أو تجنب الحمامات العامة . الاحتفاظ بالبول على أساس منتظم يزيد من ضغط البول ويمكن أن يؤدي إلى الفشل الكلوي، وحصى الكلى، وسلس البول . يجب الاستماع إلى جسمك عندما تدعوه الطبيعة .

-تناول الكثير من المواد السكرية :
تظهر الدراسات العلمية أن الأشخاص الذين يستهلكون 2 أو أكثر من المشروبات السكرية يوميا هم أكثر عرضة لظهور للبروتين في البول. وجود البروتين في البول هو علامة مبكرة على ان الكليتين لا يقومون بعملهم كما يجب .

-نقص الفيتامينات والمعادن :
تناول الطعام النظيف ، والطعام في النظام الغذائي المكون من الخضار والفواكه الطازجة المهمة لصحتك العامة ووظائف الكلى الجيدة . يمكن أن النقص الكثير من فيتامين B6 والمغنيسيوم يزيد من مخاطر حصى الكلى أو الفشل الكلوي ، لان لهم أهمية فائقة للحد من مخاطر حصى الكلى . حوالي 70 إلى 80 في المئة من الأميركيين لا يحصلون على ما يكفي من المغنيسيوم ، لذلك قد تكون هناك خطر للاصابة بامراض الكلى أذا كنت تعاني من نقص المغنيسيوم .

-استهلاك الكثير من البروتين الحيواني :
الإفراط في الاستهلاك من البروتين، وخصوصا اللحوم الحمراء، يزيد العبء على الكلى في التمثيل الغذائي . لذلك تناول المزيد من البروتين في النظام الغذائي يزيد الجهد على الكلى للعمل بجدية أكبر ، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تلف الكلى أو خلل مع مرور الوقت .

-الحرمان من النوم :
لقد سمعنا جميعا كم من المهم الحصول على النوم في الليل جيدا . ويرتبط الحرمان من النوم المزمن بكثير من الأمراض وأمراض الكلى , أثناء الليل أنسجة الكلى تقوم بإصلاح خلايا الجسم التالفة ، حتى تعطي للجسم الوقت للشفاء وإصلاح نفسه.

-الإعتياد على تناول القهوة :
مثل الملح , فإن الكافيين يمكن أن يرفع ضغط الدم ويضع ضغطا إضافيا على الكليتين . مع مرور الوقت الاستهلاك المفرط للقهوة يمكن أن يسبب الضرر للكلى .

-اساءة استخدام مسكنات الألم :
الكثير من الناس يتناولون المسكنات لآلام الصغيرة , في حين أن هناك العديد من الحلول الطبيعية والعلاجات الآمنة المتاحة . الاستخدام المفرط أو تعاطي مسكن للألم يمكن أن يؤدي إلى تلف شديد في الكبد والكلى .

-شرب الكثير من الكحول :
الكحول في الواقع هو السم القانوني الذي يضع الكثير من الضغط على الكلى والكبد.

للبقاء في صحة جيدة وتجنب مشاكل الكلى فمن المهم أكل الكثير من الأطعمة الطازجة وأخذ المعلومات الواردة أعلاه في الاعتبار ، وتجنب هذه العادات قدر الإمكان، فإذا اصبحت الكليتين ليست تحت ضغط مستمر فإن جسمك يقوم بوظيفته بطريقة جيدة .

إنها ببساطة مسألة حياة أو موت. فشل الكليتين يعني غرق الجسم في سمومه، اختلال التوازن الحيوي، فقر دم حاد، وهشاشة عظام، وارتفاع قاتل في ضغط الدم. إنهما الدرع الأخير الذي يحمي نقاء سائل الحياة – الدم – وضمان استقرار البيئة الداخلية التي تُبنى عليها كل وظائف أعضائك الحيوية.

يقول تعالى في سورة المؤمنون (آية 78): “وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۚ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ”. وإن دققنا النظر في إعجاز خلق الكليتين وتنظيمهما المعقد لوظائف لا تُحصى، لوجدنا فيهما آية عظيمة أخرى تستحق الشكر والعناية. فهما ليستا مجرد عضوين، بل هما أساس الصحة، وعمود الاستقرار، وحجر الزاوية في معبد الحياة الذي هو جسد الإنسان. حمايتهما ورعايتهما ليست رفاهية، بل هي استثمار في حياتك نفسها.

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *