“الحسن التجارية”: من الريادة إلى الإصرار على النهوض بقطاع الأعلاف والدواجن في سوريا.. أسامينا
حسين الحسن: لابد من ايجاد حل لمشكلة الفروج المجمد المستورد عن طريقة التهريب
دمشق:
يتحدث السيد حسين الحسن مدير مجموعة الحسن التجارية للأعلاف والدواجن بثقة عن مؤسسة بدأت منذ السبعينيات، واستطاعت أن تحجز مكانتها بين كبرى الشركات السورية في مجال تربية الدواجن وصناعة الأعلاف، حيث يبلغ إنتاجها اليومي نحو 500 طن من الأعلاف، ما يجعلها من بين أضخم المعامل العاملة في هذا القطاع داخل البلاد.
ويقول الحسن في تصريح له على هامش مشاركة مجموعته في معرض اغريتكس : “نحن نقدم جميع أنواع الأعلاف، من أعلاف الدواجن إلى المشترَيات وأعلاف البياض.. كما أننا وكلاء لشركة وفي الهولندية، الرائدة عالمياً في مجال المتممات العلفية والبرميكسات الجاهزة، والتي نعمل حالياً على تقديم منتجاتها إلى السوق السورية”.

العودة بعد الانقطاع..
يشير الحسن إلى أن معملهم كان خارج الخدمة لمدة 12 سنة نتيجة الأحداث، لكن بعد التحرير تمكنوا من إعادة تشغيله خلال فترة قياسية لم تتجاوز أربعة أشهر، ليصبح أول معمل يُعاد تشغيله على مستوى سوريا. ولم يتوقف الطموح عند هذا الحد، بل بدأوا أيضاً بتربية الدواجن، سواء لإنتاج اللحم (الملاحم) أو البياض.ويكشف عن توسعة مرتقبة في نهاية شهر آب القادم، حيث ستُعتمد أنظمة تربية حديثة أوروبية، تعتمد على النظام المغلق الكامل، ويُتوقّع أن تستوعب الإنشاءات 300 ألف طير في الدورة الواحدة، مع هدف نهائي يصل إلى مليون طير في الدورة
تحديات وصعوبات… و”فروج مضر بالصحة”..
يتحدث الحسن بصراحة عن أبرز المشاكل التي تعيق عملهم، وعلى رأسها دخول المنتجات الأجنبية إلى السوق، قائلاً: “المشكلة الأساسية التي تواجه قطاع الدواجن اليوم هي دخول الفروج المجمد من منشأ تركي، أو من البرازيل ومن مصادر غير معروفة، ويتم بيعه بأساليب بدائية على بسطات الشوارع بطريقة ضارة صحياً.”ويضيف: “هذه الأصناف هي في الحقيقة مرفوضة في بلد المنشأ، وتم تجميدها وتصديرها لأنها لا تصلح للاستهلاك المحلي هناك، واليوم تُباع في شوارعنا بشكل غير صحي. هذا الفروج يُسبب السرطان، ولا يصلح للاستهلاك البشري إطلاقاً، ويُستخدم فقط لأنه أرخص. نحن نطالب بالحماية، ليس لمصلحتنا فقط، بل لحماية المربي الصغير والمستهلك.”
سوريا كانت رائدة في الدواجن والتصدير..
يروي الحسن كيف كانت سوريا قبل عام 2013 من الدول الرائدة في تربية الدواجن والتصدير، ويقول: “كنا نصدر يومياً نحو 500 طن من الأعلاف إلى العراق، وكنا من المصدرين الأساسيين للفروج إلى لبنان. اليوم خرجنا من دائرة التصدير، بل ومن التربية الصحيحة. المربي الصغير بات عاجزاً، ويحتاج إلى دعم جدي ليتمكن من تطوير إنتاجه. إن لم يتم دعمه، فسنصل إلى نقطة تفقد فيها البلاد أحد أعمدة الأمن الغذائي.”ويحذر من غياب الدعم الحكومي، قائلاً: “التحوّل إلى شركات ضخمة لا يُفترض أن يضر بالمربي الصغير إذا كان هناك دعم حقيقي. حالياً هذا غير موجود، ويجب أن يتغيّر. اليوم أكثر من 35% من السوريين يعتمدون على هذا القطاع، وإن لم تتم حمايته فأنت تقضي على مورد رزق شريحة ضخمة من الشعب.”
سعر الفروج لا يجب أن يُبرّر الأضرار..
ينتقد الحسن التبرير الذي يُستخدم لمنع حماية المنتج المحلي بحجة ارتفاع سعر الفروج، ويقول: “هل من المنطقي أن نتغاضى عن هذه الكارثة الصحية والاقتصادية من أجل فرق 1000 أو 2000 ليرة؟ هل هذا يوازي الإضرار بأرزاق 35% من الناس؟ للأسف القرار اليوم يفضل الفروج التركي المجمد، فقط لأنه أرخص.”
مشاريع جديدة ومذبح ضخم قيد الإطلاق..
يؤكد الحسن أن المجموعة لا تزال تستثمر رغم كل التحديات، مشيراً إلى مشروع جديد يتمثل في تجهيز مذبح بسعة 4000 طير في الساعة، سيكون من أضخم المدابح في سوريا، وقادر على ذبح 120 ألف طير يومياً لتغطية مدينة حلب وما حولها.ويقول: “قدمنا كل ما يلزم، وأصبحنا جاهزين للعمل، لكن حتى اللحظة لم نرَ خطوات رسمية جدية. المستثمر بحاجة إلى بيئة خصبة ليستمر، وإلا كنا فضلنا البقاء في الخارج.”
العودة إلى سوريا رغم كل الصعوبات..
رغم التحديات، يؤكد الحسن أن العودة إلى سوريا قرار وطني واقتصادي، ويقول: “نحن في طور إغلاق المعامل خارج البلاد والعودة بشكل كامل إلى سوريا. لدينا واجب وطني، كصناعيين وتجار، أن نساهم في إعادة بناء هذا البلد.”ويختم: “اليوم منشآتنا تضم أكثر من 100 عامل، ونطمح أن نخلق المزيد من فرص العمل، فكل من يعود ويشغّل هذا العدد من العمال، يقدّم شيئاً فعلياً لبلده. نأمل أن تتحسن الظروف وأن تكون القرارات القادمة أكثر دعماً لهذا القطاع الحيوي.”

