الداخل_الخارج..الحلول تبدأ من الداخل…
أسامينا
شادي أحمد
في وقتٍ يمر فيه المواطن السوري بتحديات اقتصادية هائلة،
أصبح من الواضح أن الحلول لا يمكن أن تأتي من الخارج وحده. ورغم أهمية التعاون مع الدول الأخرى، إلا أن الأزمات الاقتصادية والمعيشية التي يواجهها المواطن السوري لا يمكن حلها بالاعتماد على الاتفاقيات الثنائية أو المساعدات الخارجية.
أزمات يومية يعاني منها السوريون
الحياة اليومية للمواطن السوري أصبحت محطمة تحت وطأة ارتفاع الأسعار، انقطاع الكهرباء، ونقص الأدوية. الغذاء أصبح حلمًا للكثيرين، والماء والكهرباء هما الرفاهية التي لا تنالها غالبية المناطق. التعليم يعاني، والرعاية الصحية في أدنى مستوياتها، والنقل أصبح عبئًا ثقيلاً على الجميع. هذا الواقع، بكل تفاصيله الصعبة، لا يمكن معالجته إلا إذا بدأت الحلول من الداخل.
هل يمكن للاقتصاد السوري التعافي عبر الاتفاقيات الثنائية؟
الجواب ببساطة هو: لا.
ورغم أهمية الدعم الدولي، فإن الاعتماد على المساعدات الخارجية أو التعاون مع الدول الأخرى لا يمكن أن يُحدث تحولًا حقيقيًا في حياة المواطن السوري. المساعدات قد تكون مؤقتة، لكن الأزمات طويلة الأمد تحتاج إلى حلول محلية حقيقية. الاتفاقيات الثنائية قد تكون مفيدة على المدى القصير، لكنها لا تضمن تنمية مستدامة أو زيادة في الإنتاج المحلي.
الحل في التنمية المحلية
السبيل الوحيد لتحسين الوضع المعيشي للسوريين هو تنمية مواردنا المحلية. الحلول تبدأ من إعادة بناء القطاعات الأساسية مثل الزراعة والصناعة والخدمات:
- إعادة دعم الزراعة: لدينا أراضٍ خصبة يمكن أن تُسهم في توفير الغذاء. يجب أن نعيد تأهيل هذه الأراضي وندعم الفلاحين بالأدوات والتمويل المناسب.
- دعم الصناعات المحلية: بدلاً من الاستيراد، يجب أن نشجع الصناعات الصغيرة والمتوسطة، خاصة في مجالات الغذاء والدواء والملابس. هذه الصناعات يمكن أن تخلق فرص عمل وتساهم في تقليل تكلفة الحياة.
- استثمار في الكفاءات الوطنية: شبابنا وعقولنا هم أكبر مورد لدينا. يجب أن نعمل على توفير بيئة عمل تحفز الابتكار وتمنع هجرة العقول.
- تحسين الخدمات الأساسية: الكهرباء والماء والخدمات الصحية ليست رفاهية، بل ضرورة. استثمار في هذه القطاعات هو استثمار في حياة المواطنين.
- مكافحة الفساد: يجب أن نعمل على تحسين الشفافية في توزيع الموارد، ونعيد الثقة للمواطن بأن الحكومة تعمل لمصلحته.
الختام: الحل يبدأ من سوريا
في النهاية، لا يوجد بلد في العالم ازدهر اقتصاده بالاعتماد على الخارج فقط.
الطريق نحو حياة أفضل لمواطنينا يبدأ من الداخل، عبر تنمية محلية شاملة تضع المواطن في صميم الاهتمام. الحلول في أيدينا، والفرصة أمامنا لتغيير الواقع نحو الأفضل.