الدكتورة جمانة سليمان الأحمد أول طبيبة في سوريا من الساحل السوري
أسامينا
الدكتورة جمانة سليمان الأحمد طبيبة عامة خريجة جامعة دمشق، حصلت على شهادة الطب في عام 1950 من جامعة دمشق، ثم حصلت على شهادة تخصص بطب الاطفال لمدة سنتين في الجامعات الفرنسية، وتسلمت مديرة مدرسة التمريض في اللاذقية وجمعية تنظيم الاسرة حتى سنة تقاعدها الوظيفي.
وقد سجلت بنقابة الاطباء في 13/6/1952 وهي أول امرأة طبيبة في الساحل السوري ورقمها النقابي 48 .
سيرة عطرة، زاخرة بالعطاء، فكانت الرائدة في قومها، المميزة في مجتمعها، المحترمة في سلوكها، نموذجاً يحتذى من الأخلاق الكريمة، والإخلاص في عملها.
من مواليد عام 1924 في ريف اللاذقية، قرية السلاطة، ومن أسرة عريقة وطنية دينية وثقافية.
والدها العلامة الشيخ (سليمان الأحمد) قدّسه الله أحد علماء الدين في جبال الساحل السوري.
لقد ساوى الشيخ الجليل بين أولاده الذكور والإناث بالمحبة والرعاية والتعليم، وكان يشجع البنات ويحثهن على المتابعة في التعليم واثقاً من قدرتهن الفكرية والمعرفية. ولقد تخرج من مدرسته الفكرية والاجتماعية والثقافية، كبار الأدباء والشعراء والمثقفين… منهم أولاده الشاعر الكبير محمد سليمان الأحمد (بدوي الجبل)، والشاعرة فاطمة المعروفة باسم (فتاة غسان)، والشاعر الدكتور الأستاذ أحمد والدكتور (علي) الطبيب الأخصائي من جامعة باريس، والمربية الفاضلة آمنة وسكينة وسلمى التي تخرجت من المعهد العالي للبنات بالقاهرة ومحمود المتخرج من جامعة دمشق ـ كلية الاقتصاد.
تلقت الدكتورة جمانة أول علومها في (كتاب القرية) ثم تابعت الدراسة الابتدائية في مدينة اللاذقية.
وكانت مديرة المدرسة فرنسية ولما علمت أنها لا تعرف اللغة الفرنسية تكفلت بتعليمها في السنة الأولى حتى تلحق بزميلاتها. وفي السنة الثانية تفوقت عليهن وتابعت الدارسة الإعدادية في مدرسة اللاييك في طرطوس، نظراً لسكن شقيقتها الكبرى المربية الفاضلة آمنة هي وزوجها وكانا يعلمان في مدينة طرطوس.
ومع الظروف الخاصة والصعوبات المتنوعة والمختلفة بين الطلاب كان فحص الشهادة الثانوية على مرحلتين الامتحان الكتابي في طرطوس أمّا الامتحان الشفهي فيجب أن يكون في دمشق، والسفر إلى دمشق مشقة كبيرة، لاسيما بالنسبة للبنات، وأخيراً نجحت، وقررت دراسة الطب.وبعد تخرجها
تقدمت إلى المسابقة التي أعلنت عنها وزارة الصحة في نهاية عام 1950 لتعيين أطباء في محافظة اللاذقية، وعينت طبيبة مقيمة في مشفى اللاذقية.
بعد أن عادت إلى سورية في بداية عام 1955 استلمت مركز (رعاية الطفولة والأمومة) باللاذقية.
بدأت بإلقاء محاضرات حول الصحة الإنجابية وتربية الأطفال الصحية، وكان لهذه المحاضرات الأثر الفعال في عمل المستوصف 1958، كان هناك عملٌ متميز على مستوى المحافظة وريفها… حملة تلقيح عامة قامت بها مباشرة، لعدم توفر ممرضات وذلك من حدود كسب حتى حدود حمص. وبقيت بهذا العمل الذي أحبته كثيراً حتى بداية عام 1967.
وعندما افتتحت مدرسة للتمريض في اللاذقية، رفضت العمل الإداري لأنها طبيبة ولا تحبذ العمل الإداري، ونتيجة الإصرار اشترطت أن تستلم إلى جانب الإدارة (شعبة الأطفال) في المشفى كي تقبل بالمهمة وتستمر بالعمل… وكان لها ما أرادت.
وبالرغم من المسؤوليات والأعمال المتنوعة التي تقوم بها، لم تترك العمل الطوعي والمجتمعي، فقد عملت لفترة طويلة مع الهلال الأحمر، ومثلته في مؤتمرات عديدة. كما أنها في عام 1975 عندما تأسست جمعية تنظيم الأسرة انتخبت رئيسة (لجمعية تنظيم الأسرة) فرع اللاذقية، وكانت دائمة النشاط والعمل الميداني بالاشتراك مع المنظمات الدولية والأهلية…
وبعد أن أحيلت إلى التقاعد من وزارة الصحة عام 1984 تفرغت إلى جمعية تنظيم الأسرة إلى جانب نشاطها في الأعمال الاجتماعية.
تم تكريم الدكتورة جمانة من قبل الجهات الرسمية والأهلية:
ـ نقابة الأطباء.
ـ مديرية الصحة.
ـ المرأة العاملة.
ـ جمعية المولدين.
ـ جمعية تنظيم الأسرة.
لقد قدمت من الفكر النير والنموذج الرائع الذي يحتذى به، فذكراها العطرة في سطور التاريخ، وبوفاتها في شباط 2015 خسرنا قامة كبيرة فكراً ومناقب وإبداعاً.