Home / أخبار سوريا / الفوسفات.. تحديات تنتظر الاستثمار

الفوسفات.. تحديات تنتظر الاستثمار

أسامينا

معد_عيسى:
تمتلك سوريا، المنهكة اقتصادياً، بسبب الحرب، ثروات باطنية كبيرة يُمكن أن تحولها إلى اقتصاد قوي وكبير، الفوسفات من أهم تلك الثروات، إذ تحتل سوريا المرتبة السابعة عالمياً باحتياطي الفوسفات بكميات مقدرة 1,8 مليار طن، وكانت قبل العام 2011 تحتل المرتبة الخامسة عالمياً بصادرات الفوسفات، ووصلت صادراتها إلى أكثر من 3 ملايين طن سنوياً، ولكن بسبب الحرب توقف الإنتاج حتى العام 2018 ليعاود بكميات قليلة وصلت 350 ألف طن سنوياً حتى العام 2022 لترتفع بعدها إلى ما يزيد عن 1 مليون طن سنوياً.
*ارتفاع التكاليف

اليوم سوريا تعتبر بلد الفرص والبحث عن الاستثمار، وللفوسفات الحصة الأكبر غير المعلنة، لأن الأمر يأخذ طابعاً تجارياً بحتاً (شراء وبيع)، وهو ما تبحث عنه السلطات السورية أيضاً لتأمين موارد وقطع أجنبي للخزينة، إلا أن قطاع الفوسفات يواجه تحديات كبيرة جداً، وتشكل نقاط ضعف للمنافسة مع الدول المُصدرة.
قبل البيع والشراء يحتاج الأمر إلى استثمارات كبيرة بدءاً من المناجم، مروراً بطرق وآليات النقل، وصولاً إلى المرفأ، فإذا اعتبرنا أننا تجاوزنا موضوع العقوبات على سوريا وأصبح الباب مفتوحاً للإنتاج والتصدير، فالأمر يحتاج لتجاوز عدد كبير من التحديات التي تعوق الإنتاج والتصدير معاً.
البداية من #المناجم، إذ يستلزم الأمر “تكشيف” مواقع جديدة لتلبية الطلب، وهذا يحتاج لعمل كبير، وحسب سماكة طبقات الأرض فوق طبقة الفوسفات، وبعد ذلك تجري عملية الاستخراج، والطحن، والفرز، والمعالجات الأخرى، مثل التجفيف، والغسيل، وفي ظل التجهيزات الموجودة فإن الإمكانيات محدودة، وما لم يتم ضخ استثمارات في هذا المجال فلن يتقدم هذا القطاع لا في الإنتاج ولا في التصدير.
أيضاً موضوع #النقل من المناجم إلى #مرفأ_طرطوس، فالأمر بحاجة إلى تنظيم وحل مشكلات الحمولات، ولن يتم التقدم في هذا الأمر ما لم يتم إصلاح السكك الحديدية واستخدام القطارات بنقل الفوسفات، لأن تكاليف النقل بالشاحنات تكاليفه مرتفعة، وبالتالي سيخرج الفوسفات السوري من المنافسة مع الدول الأخرى.
المشكلة الأكبر هي في مرفأ طرطوس، فالغاطس لا يستقبل حمولات كبيرة، وبالتالي طاقة تحميل #البواخر تقف عند 35 ألف طن، وهذا يرفع من تكلفة الشحن وبالتالي نفس نتيجة النقل بالشاحنات الخروج من دائرة المنافسة.
هناك مشكلات أخرى في المادة “الفوسفات”، فعلى الرغم من أن جودته عالية ونسبة فلز خام أكسيد الفوسفور تتراوح ما بين 30- 32 بالمئة، فإن نسبة الرطوبة مرتفعة وتتراوح ما بين 5- 7 بالمئة، فيما النسب العالمية المعتمدة هي 1 بالمئة، وهذا يعني بيع ماء بنسبة 5 بالمئة، والحل بالتجفيف أو بتعويض الشحنات بدل ذلك بكميات إضافية لتعويض الفرق لحين تجاوز المشكلة، يضاف إلى ما سبق من مشكلات مشكلة المخبر الذي يحدد المواصفات، إذ القيم دائماً غير دقيقة ولا بد من السماح باعتماد مخابر أخرى غير مخبر الجهة التي تبيع كي لا تكون الخصم والحكم.

يضاف إلى ما سبق من مشكلات فنية ولوجستية فض الخلافات العقدية السابقة مع الشركات الروسية_والإيرانية التي سيطرت واحتكرت هذا القطاع من دون أن تفي بالالتزامات العقدية، ولاسيما لناحية تطوير المناجم وضخ استثمارات لرفع الطاقة الإنتاجية.

فرصة الاستثمار كبيرة وعالية في قطاع الفوسفات، ولاسيما في مجال صناعة الأسمدة التي تضيف قيما اقتصادية عالية، ولاسيما في تحقيق إيرادات أعلى وتشغيل اليد العاملة ودعم القطاع الزراعي الذي يعتبر الأهم في سوريا لما يوفره من الغذاء ومادة أولية للصناعات الزراعية.

ضخ استثمارات كبيرة في قطاع الفوسفات يفتح الباب واسعاً لأسواق جديدة للفوسفات السوري، وتواجد سوريا لاعباً أساسياً في هذا السوق، ويضيف فرصاً جديدة لاستخدام الفوسفات في صناعات أخرى.

الثورة

Tagged:

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *