الليرة السورية تهوي مجدّداً… وتحذيرات من “صمت” المركزي
أسامينا
سجلت الليرة السورية انخفاضاً جديداً أمام الدولار الأميركي، متجاوزة عتبة 11200 ليرة للدولار الواحد في معظم المحافظات السورية، وهو ما انعكس مباشرة على أسعار السلع الأساسية والمواد الغذائية في الأسواق، التي شهدت موجة غلاء إضافية أثقلت كاهل السوريين.
وفي تصريح خاص لـ”المدن”، يعتبر الخبير الاقتصادي ورئيس مجلس النهضة السوري عامر ديب، أن نسبة التراجع الحالية في سعر الصرف، والبالغة نحو 4 في المئة، “لا تُعد أمراً يدعو للقلق”، موضحاً أن ما يجري هو “عملية سحب للدولار من السوق”، مرجحاً أن تشهد الليرة عودة للاستقرار خلال الفترة المقبلة.
ويشير ديب إلى أن الخطورة تكمن في حال تجاوز سعر الصرف مستويات 11500 ليرة وما فوق، عندها “يصبح من الضروري أن يتدخل مصرف سورية المركزي تدخلاً مباشراً للجم الانحدار”. ويضيف: “حذرنا منذ أشهر من ضرورة أن يعمل المركزي بعقلية السوق لا بعقلية المكاتب البيروقراطية، لكن غياب الدور الفعلي للمؤسسات الرسمية في إدارة سعر الصرف لا يزال واضحاً”.
وحول ما يُثار عن “صندوق التنمية السوري”، يشدد ديب على أنه “من المبكر الحكم على أثره الفعلي على سعر الصرف”، موضحاً أن نتائجه مرتبطة بالآليات التي ستُعتمد. لكنه يلفت إلى أن “الدور الأبرز في تقلبات السوق ما زال مرتبطاً بتصريحات حاكم مصرف سورية المركزي، التي غالباً ما تبتعد عن منطق السوق وتؤثر سلباً على الثقة”.
ويختم ديب تصريحه بالتأكيد أن المرحلة الراهنة تتطلب “العمل على مشاريع تكتيكية قصيرة المدى لا تحتاج إلى سنوات لتنفيذها، ولا إلى تكاليف تشغيل عالية”، معتبراً أن مثل هذه المشاريع يمكن أن تشكل أساساً لإطلاق استراتيجيات طويلة المدى أكثر رسوخاً.
المصدر جريدة المدن