حان وقت تغيير طريقة التفكير .. ملخص كتاب «قبعات التفكير الست»
أسامينا
بقلم: إدوارد دي بونو
في عالمٍ يزداد تعقيدًا، حيث تتزاحم المشاعر بالمنطق، ويتداخل الحدس بالتجريب، يبرز سؤال جوهري:
هل نفكّر بالطريقة الصحيحة؟
انطلاقًا من هذا التحدي، قدّم إدوارد دي بونو، الأب الروحي للتفكير الإبداعي، واحدة من أقوى أدوات التفكير في العصر الحديث: نظرية قبعات التفكير الست.
نظرية ثورية تغيّر قواعد اللعبة؛ تساعد على مغادرة التفكير العشوائي، وتمنح القدرة على “ارتداء قبعة” تناسب كل موقف، وكل قرار، وكل تحدٍ.
ما هي قبعات التفكير الست؟
هي تقنية ذكية تتيح النظر إلى القضايا من زوايا مختلفة، بحيث يمثل كل لون قبعة أسلوبًا مميزًا من أنماط التفكير.
بإتقان استخدامها، يصبح بمقدورك فهم ذاتك على نحو أعمق، إدارة النقاشات بذكاء، وحل المشكلات بطريقة متوازنة، منظمة، وواضحة.
كيف تعمل هذه القبعات؟
بدلًا من المزج العشوائي بين المنطق والعاطفة والتفاؤل والخوف، تفصل النظرية بين أنماط التفكير، مع التركيز في كل مرة على نمطٍ واحد بوضوح ومن دون تشتت.
والنتيجة: تفكير أعمق، ورؤية أوضح، وقرارات أكثر ذكاءً.
ألوان القبعات وأنماط التفكير:
⚪ القبعة البيضاء: الحقائق فقط
تمثل التفكير الحيادي المعتمد على الأرقام والإحصاءات. لا آراء، ولا عواطف، بل طرح أسئلة واضحة وإجابات موضوعية.
🔴 القبعة الحمراء: العاطفة بلا تبرير
تفتح المجال أمام المشاعر، والأحاسيس، والحدس. لا حاجة للتفسير أو التبرير؛ فقط التعبير الصادق عمّا يشعر به الإنسان.
⚫ القبعة السوداء: الناقد الحذر
يمثّل التفكير السلبي البناء، بهدف اختبار الأفكار، واستبصار المخاطر المحتملة. يقوم على المنطق الصارم لتحذيرنا من الأخطاء.
🟡 القبعة الصفراء: الضوء والتفاؤل
ترمز إلى التفكير الإيجابي الذي يركز على الفرص، والمزايا، والنوايا الحسنة. تبني الأمل وتستكشف الجوانب المشرقة حتى في أحلك الظروف.
🟢 القبعة الخضراء: الإبداع المتحرر
تعبر عن التفكير الخلاق، وولادة الأفكار الجديدة، وطرح الأسئلة المتمرّدة، واستنباط حلول مبتكرة وخارجة عن المألوف.
🔵 القبعة الزرقاء: القائد المنظم
تتولى إدارة أنماط التفكير المختلفة؛ تنظم سير الحوار، تحدد الأطر، وتنتقل بالمفكر بين المنطق والعاطفة، وبين النقد والإبداع، وفق حاجة اللحظة.
أهداف النظرية:
تبسيط عملية التفكير: بالتركيز على نمط واحد في كل مرة.
توسيع آفاق الرؤية: عبر النظر إلى القضايا من جميع الزوايا، دون تحيّز.
الخاتمة:
التفكير ليس فوضى، بل مهارة يمكن إتقانها.
ونظرية قبعات التفكير الست تمثل أداة عبقرية لترويض هذه المهارة، من خلال ارتداء القبعة المناسبة في الوقت المناسب.
بدلًا من أن تختلط العواطف بالمنطق، أو يتداخل الخوف بالتفاؤل، تمكّنك هذه النظرية من الفصل الواعي بين الأنماط، مما يؤدي إلى قرارات ناضجة مبنية على وعي شامل وعقل متزن.