خبير اقتصادي: غلاء الدولار بات حجة يتلاعب بها كبار التجار برزق المواطنين
أسامينا
الوحدة – نعمان أصلان
أكد الدكتور والخبير الاقتصادي علي ميا أن الغلاء الذي تشهده الأسواق ليس سببه ارتفاع الدولار بالدرجة الأولى، فلقد أصبح الدولار حجة يتلاعب من خلالها كبار التجار برزق المواطن من خلال الاحتكار، مضيفاً، هناك إنتاج كبير، والبضاعة مكدسة في المخازن لأنها منتجات غير قادرة على التصدير والمنافسة بسبب حماية الدولة لها في العهد البائد، التي جعلت الكثير من المنتجين لا يعملون على تطوير وتجويد منتجاتهم، كما أن القوة الشرائية ما زالت ضعيفة، وتتركز في الدرجة الأولى على بعض المواد الأساسية كالخبز، لذلك فهناك كساد كبير، والتجار مضطرون لرفع أسعارهم لتعويض النقص في الطلب وبالتالي المحافظه على أرباحهم وعدم التضحية ولو بجزء بسيط منها على الأقل، مما كان يدفع في السابق للحواجز والجمارك والمنصة وغيرها.
وتابع الدكتور ميا: “لقد انخفض الدولار( من ١٥ ألف ليرة إلى ٧ ونصف)، ولم تنخفض الأسعار إلا بنسبة قليلة جداً وعلى بعض السلع، وهناك البعض من يدّعون أنهم خبراء اقتصاديون ومستشارون، والذين هم على الأغلب تجار أو واجهات لتجار، يقولون إن الاستيراد دمر الصناعة المحلية، فلو كان الكلام صحيحاً لكان زاد العرض وقل الطلب وانخفضت الأسعار، خصوصاً إذا كانت هناك منافسة شريفة، فنحن لم نرَ شيئاً جديداً في الأسواق من البضائع المستوردة، إلا بعض السلع الاستهلاكية الرديئة التي نزلت إلى الأسواق في الأيام الأولى من التحرير، مثل أكياس البذر والفستق والبسكويت والمرتديلا، ولم تنافس المنتجات المحلية لأنها الأجود، والآن بدأت تنحسر من الأسواق”.
وقال الدكتور ميا موجهاً كلامه للخبراء: “إن حماية الصناعة الوطنية ليس برفع الرسوم الجمركية على المستوردات بالدرجة الأولى، وأنا من أنصار حماية كل ما هو وطني، ولكن يجب على الصناعيين القيام بتحسين جودة منتجاتهم، علماً أن المواد الأولية لدينا منخفضة السعر لأن معظمها محلي، وكذلك اليد العاملة رخيصة مقارنة بكل الدول بسبب البطالة الكبيرة كما يدعون. فهذه مزايا تنافسية لصناعتنا يجب أن تنافس المستوردات الأجنبية من خلالها”، مشيراً إلى أن صناعتنا يجب أن تعتمد على تصنيع منتجاتنا الزراعية وموادنا الأولية، أي يجب أن تتركز على صناعات القيمة المضافة، وليس التركيز على صناعة اللمسات الأخيرة التي تعتمد على استيراد سلع وسيطة أجنبية، لأننا غير قادرين على المنافسة فيها، وهي لا تضيف إلى اقتصادنا الوطني أي قوة تذكر، بل على العكس تستنزف بعض القطع الأجنبي وتلحق العجز بالميزان التجاري.
وختم الخبير الاقتصادي حديثه بالقول: “كفانا حجج واهية، فمن يريد أن يعمل ويطور ذاته فهو قادر، وكل شيء متاح أمامه، ولم يعد هناك عراقيل كما كانوا يدعون سابقاً، وكلنا أمل بأن الصناعيين السوريين قادرون على تحقيق المعجزات إذا تحولوا من تجار إلى صناع، فهم صناع مهرة قادرون إذا تحققت لهم البيئة المناسبة من تحويل سوريا من دولة تئن تحت وطأة الخراب والدمار إلى سنغافورة العرب”.