Home / سياسة / دوافع إسرائيل لضرب البرنامج النووي الإيراني والعواقب المتوقعة: أسامينا- خاص

دوافع إسرائيل لضرب البرنامج النووي الإيراني والعواقب المتوقعة: أسامينا- خاص

دوافع إسرائيل لضرب البرنامج النووي الإيراني والعواقب المتوقعة
أسامينا- خاص


يُعد سيناريو ضرب إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية أحد أخطر الاحتمالات في الشرق الأوسط، وهو ينبع من دوافع عميقة ومخاوف استراتيجية، لكنه محفوف بمخاطر جسيمة.

دوافع إسرائيل الأساسية ..لماذا قد تريد الضرب؟..

الخوف الوجودي ..المحرك الأساسي
التصور الإسرائيلي.. ترى إسرائيل أن امتلاك إيران لسلاح نووي يمثل تهديدًا وجوديًا لها، لا سيما في ظل تصريحات بعض القادة الإيرانيين السابقة التي تنكر حق إسرائيل في الوجود، ودعم إيران لحركات معادية مثل حزب الله وحماس.
عقيدة “الخيار السامري الصالح”: تتبنى إسرائيل عقيدة أمنية واضحة تمنع أي قوة إقليمية معادية من امتلاك أسلحة الدمار الشامل (خاصة النووية). ضرب البرنامج النووي العراقي (1981) والسوري (2007) أمثلة سابقة.
الحفاظ على التفوق النوعي والردع:
يضمن الردع النووي الإسرائيلي (غير المُعلن) أمنها في مواجهة التهديدات التقليدية. امتلاك إيران سلاحًا نوويًا يخل بهذا التوازن، ويفتح الباب لسباق تسلح إقليمي قد تشترك فيه دول أخرى.

يُضعف وجود سلاح نووي إيراني من قدرة إسرائيل على العمل بحرية عسكريًا في المنطقة.

تدمير التقدم الإيراني (نافذة الفرصة):
تتابع إسرائيل بقلق تقدم البرنامج النووي الإيراني، خاصة في مجال تخصيب اليورانيوم بنسب عالية (قريبة من درجة السلاح) وتطوير أجهزة الطرد المركزي المتقدمة. قد تعتقد أن “نافذة الفرصة” العسكرية لتأخير البرنامج بشكل حاسم تضيق.

الضغط على المجتمع الدولي والتفاوض للوصول الى ماتريده اسرائيل واميركا

قد يكون التهديد بالضرب (أو تنفيذ عمليات محدودة) أداة للضغط على المجتمع الدولي لفرض عقوبات أشد أو لدفع إيران لتقديم تنازلات جوهرية في أي مفاوضات نووية.
إثبات فشل السياسات الدبلوماسية والعقوبات في كبح الطموحات النووية الإيرانية.

تأكيد الهيمنة الإقليمية:
تنفيذ ضربة ناجحة سيكون رسالة قوية لإيران وحلفائها ( لبنان اليمن والعراق ) عن التفوق العسكري التكنولوجي الإسرائيلي وقدرته على حماية مصالحه بشكل أحادي إذا لزم الأمر.

التحديات والمخاطر الجسيمة لماذا قد تتردد أو تفشل؟

التحديات العسكرية الهائلة:
المسافة والعمق: تبعد إسرائيل عن الأهداف النووية الرئيسية في إيران مئات الكيلومترات، مما يتطلب قدرات تزويد بالوقود جويًا أو استخدام طائرات بعيدة المدى.
التشتيت والتخفي:المنشآت النووية الإيرانية منتشرة، بعضها تحت الأرض (مثل فوردو) أو محصنة (نتنز)، مما يجعل تدميرها كليًا مهمة شبه مستحيلة بضربة جوية.
الدفاعات الجوية الإيرانية: تمتلك إيران شبكة دفاع جوي متطورة ومتنوعة (روسية ومحلية) تشكل تهديدًا كبيرًا للطائرات الإسرائيلية.
ولايعرف مدى ومتى يمكن لايران استخدامها لرد الضربات

الحاجة إلى الدقة والاستخبارات: يتطلب تدمير أهداف صلبة تحت الأرض قنابل ثقيلة ودقيقة للغاية، واستخبارات آنية ومؤكدة عن مواقع الأهداف.

مخاطر التصعيد الكارثي:
رد إيراني مباشر: يمكن لإيران الرد بقصف إسرائيل بصواريخ باليستية وكروز (التي تمتلك الآلاف منها)، مستهدفة البنية التحتية الحيوية والمدن.
حرب بالوكلاء: تصعيد هائل عبر حلفاء إيران بالمنطقة.
إغلاق مضيق هرمز: قد تحاول إيران تعطيل جزء كبير من إمدادات النفط العالمية، مما يسبب أزمة اقتصادية عالمية.
دخول إقليمي شامل: احتمالية انجرار دول أخرى إلى الصراع، لا سيما إذا استهدفت إيران دول خليجية متهمة بتسهيل الضربة.

الرفض الدولي والعزلة: أي ضربة أحادية من دون تفويض دولي (خاصة من مجلس الأمن) ستواجه إدانة واسعة، حتى من الحلفاء التقليديين، وقد تعزل إسرائيل دبلوماسيا.
تأثير على العلاقات مع الحلفاء: قد يضعف التحالف مع دول عربية كال تطبيع مع إسرائيل (مثل الإمارات والبحرين) خوفًا من رد الفعل الشعبي وتصاعد التوتر.
الموقف الأمريكي: بينما تشارك واشنطن مخاوف إسرائيل، فهي تدرك تداعيات الضرب الكارثية على مصالحها وقواتها في المنطقة وعلى الاقتصاد العالمي. الدعم الأمريكي المباشر للضربة غير مؤكد وقد يقتصر على دعم دفاعي بعد الضربة.

فعالية محدودة وتأخير مؤقت:

حتى الضربة الناجحة جزئيًا ستؤخر البرنامج الإيراني سنوات، لكنها لن تقضِ عليه للأبد. لدى إيران المعرفة التقنية والقدرة على إعادة البناء في مواقع سرية أكثر.
قد توحد الضربة الشعب الإيراني خلف النظام وتدفع إيران رسميا نحو السعي لسلاح نووي كردع مستقبلي.

البدائل والسيناريوهات المحتملة

استمرار سياسة “الاحتواء” والردع: تعزيز الردع العسكري (التهديد بالضربات أو تنفذها بمحدودية ، وتشديد العقوبات الاقتصادية، والعمل الاستخباراتي والتخريبي (كما في عمليات الاغتيال والتخريب السابقة)، والحفاظ على التحالفات (خاصة مع الولايات المتحدة ودول الخليج).

ضربات محدودة أو سرية ومباغتة

عمليات إلكترونية معقدة، تخريب داخل إيران، أو ضربات جوية محدودة جدًا تستهدف عناصر حساسة محددة (علماء، منشآت غير محصنة) لتجنب التصعيد الكامل مع نسب “إنكار معقول”. هذا هو السيناريو الأكثر احتمالاً على المدى القصير/المتوسط، وصولاً إلى التفاوض الدبلوماسي (الصعب).

مخاوف
رغبة إسرائيل في منع إيران من امتلاك سلاح نووي حقيقية ومدفوعة بمخاوف أمنية عميقة. لكن تنفيذ ضربة عسكرية شاملة لتدمير البرنامج النووي الإيراني يظل خيارا بالغ الخطورة والمجازفة، أقرب إلى “خيار الملاذ الأخير”.
التحديات العسكرية هائلة، ومخاطر التصعيد إلى حرب إقليمية شاملة كارثية حقيقية جدا، والعواقب السياسية والاقتصادية ستكون عالمية.

من المرجح أن تستمر إسرائيل في سياسة متعددة الأوجه: تعزيز الردع، الضغط الدولي، العمل السري (إلكترونيًا وتخريبًا)، والتهديد العلني بالضرب كأداة للردع والضغط، مع الاحتفاظ بالقدرة العسكرية للتنفيذ إذا اعتقدت أن “نافذة الفرصة” تغلق وأن التهديد أصبح وجوديًا بشكل فوري. أي قرار بالضرب الشامل سيكون محسوبًا بدقة متناهية، مع تقدير أن تكلفة عدم الفعل قد تفوق – في لحظة حرجة – التكلفة الباهظة للفعل نفسه، رغم فداحتها.

مستقبل الاستقرار الإقليمي معلق على هذه المعادلة الصعبة بين الخوف الإسرائيلي من القنبلة الإيرانية، والخوف الإيراني (ودول المنطقة والعالم) من الضربة الإسرائيلية والعواقب التي لا تُحمد عقباها.

Tagged:

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *