ركيزة المجتمع وأساس نهضته “المرأة السورية ودورها في بناء سورية الجديدة – أسامينا
ميس خليل
مجلس المرأة السورية
ركيزة المجتمع وأساس نهضته “المرأة السورية ودورها في بناء سورية الجديدة”.
في المرحلة القادمة من بناء سورية الجديدة تعد المرأة حجر الزاوية في تحقيق التنمية المستدامة والاستقرار المجتمعي وتمكينها وضمان مشاركتها الكاملة في بناء المستقبل ليس مجرد مطلب حقوقي، بل هو ضرورة لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية، فلا يمكن تحقيق التقدم في أي بلد من البلدان دون إشراك المرأة في جميع جوانب الحياة، سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية.
فالمرأة السورية كانت وما زالت شريكاً أساسياً في مسيرة العمل والبناء فهي صانعة للكرامة ومتمسكة بحقوقها وحقوق شعبها في الداخل أو في مخيمات النزوح ودول اللجوء وتنوعت أدوارها خلال سنوات الثورة فقد أثبتت المرأة خلال سنوات الصراع قدرتها على الصمود والعطاء، ولعبت أدواراً محورية في الحفاظ على تماسك المجتمع وتقديم الدعم للفئات الأكثر تضرراً، وهي اليوم حاضرة في معركة إعادة الإعمار وبناء مستقبل سورية.
لا يمكن بناء سورية المستقبل دون تمثيل نسوي حقيقي وتهميش النساء سيُفشل أي مشروع سياسي، ويُحدث خللاً بنيوياً في مسار بناء الدولة، فالمرأة ليست داعمة فحسب، بل إنها شريكة كاملة في القرار والمستقبل.
إن المرحلة الانتقالية التي تمر سورية الآن تمثل فرصة ذهبية لإعادة النظر في مكانة المرأة ودورها المحوري ولعل الأهم في هذه المرحلة أيضا التوجه نحو توحيد الجهود النسوية من مختلف المناطق والخلفيات لضمان تحقيق التغيير المطلوب، ونوجه بدورنا في مجلس المرأة السورية الدعوة لجميع النساء السوريات من كافة المناطق والخلفيات، سواء من الريف أو المدن، للعمل مع بعضهن البعض لتوحيد الرؤى والأهداف والجهود لضمان مشاركة حقيقية وفاعلة للمرأة في كافة مراحل العملية السياسية باعتبار ذلك شرطاً أساسياً لإنجاح التفاوض والتغيير، ودفع سورية نحو السلام وبناء مستقبل يعكس تطلعات الشعب السوري في العدالة والمساواة والمواطنة المتساوية.
لقد برزت المرأة السورية كقوة فاعلة في المجتمع المدني، وأسست مشروعات اقتصادية لدعم العائلات المتضررة وعملت في منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية وهذا الدور الريادي يجب البناء عليه في المرحلة الانتقالية لضمان مشاركة المرأة الفعالة في صنع القرار وبناء مؤسسات الدولة الجديدة.
ولعل تمكين المرأة اقتصادياً يعد أمراً حيوياً لتحقيق المساواة الاجتماعية، فيجب العمل على توفير فرص عمل متكافئة للنساء، وضمان المساواة في الأجور، وتقديم الدعم اللازم للمشاريع النسائية الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى ايلاء أهمية كبيرة بالتدريب والتأهيل ، خاصة في المناطق الريفية وللنساء الأكثر تضرراً من الصراع كالأرامل والنازحات واللاجئات.
اليوم تقف المرأة السورية أمام مسؤولية تاريخية لمواصلة مسيرة النضال، ليس فقط من أجل حقوقها، بل من أجل مستقبل وطنها، ولأن بناء سورية الجديدة يحتاج إلى جميع أبنائها وبناتها، والمرأة ليست فقط جزءًا من الحل، بل هي أساس النهضة ومن هنا، يجب أن تتكاتف الجهود الحكومية والمجتمعية لضمان تمكينها ودعمها في مختلف المجالات، لتكون كما كانت دائمًا “ركيزة المجتمع وأساس نهضته” .