صوت العقل والإنسان في الأدب السوري
أسامينا
إسكندر لوقا….
صوت العقل والإنسان في الأدب السوري
رحل اليوم الأديب والمفكر السوري إسكندر لوقا، تاركًا إرثًا أدبيًا وفكريًا عميقًا ومتوازنًا. كان لوقا صوت العقل والإنسان في الأدب السوري، من الجيل الذي حمل مسؤولية التنوير وسط تحولات المجتمع السوري والعربي منذ منتصف القرن الماضي.
وُلد عام 1929 في الإسكندرونة، واضطرت أسرته للانتقال إلى دمشق بعد اقتطاع لواء الإسكندرون من سورية عام 1939، لتشكل تجربة الفقد والمنفى محورًا لاحقًا في أعماله. بدأ مسيرته في الخمسينات بالقصة القصيرة، ثم امتد إلى الرواية والمسرح والترجمة والنقد، ليصبح من روّاد الأدب السوري الحديث وأحد أعمدة الصحافة الثقافية.
تميز لوقا بقدرته على المزج بين الخيال والوعي الاجتماعي، وبين الالتزام الفكري والعمق الإنساني. في رواياته ومقالاته كان الإنسان هو البطل، والوطن السؤال، والهوية الجرح المفتوح. أعماله مثل غريب أنا في بيتي والوحل ترصد الإنسان السوري ممزقًا بين الحنين والاغتراب، بين الذاكرة والزمن، بأسلوب يجمع بين السرد الواقعي والتأمل الفلسفي.
لم يكن لوقا أديبًا منعزلًا عن واقعه، بل مفكرًا نقديًا يرى في الأدب وسيلة للوعي لا للزخرفة. دعا إلى العقلانية والحوار، وإلى انفتاح الثقافة العربية على العالم دون فقدان الذات، بصوت هادئ لكنه حادّ البصيرة ونبرة إنسانية في زمن فقدت فيه الكلمة معناها.
ترك إرثًا متنوعًا بين القصة والرواية والمسرح والترجمة والدراسات الفكرية، من أبرز أعماله: حب في كنيسة، غريب أنا في بيتي، الوحل، مضيق الأحلام ومدينة بلا ذاكرة. كما ساهم في ترجمة نصوص روسية وإنكليزية هامة، أبرزها أعمال تشيخوف ودوستويفسكي وتولستوي، إلى العربية.
وداعًا للأستاذ إسكندر لوقا… صوت دمشق الجميلة وضمير أدبي سيبقى حاضرًا في وجدان من أحب الكلمة واحتفى بالإنسان
وائل المولى






