طرطوس : مرفأ طرطوس يستقبل أكبر باخرة تجارية منذ سقـوط النظام السابق، محمّلة بـ40 ألف طن من زيت النخيل. أسامينا .. خاص
زيت النخيل، ذلك الزيت النباتي المستخرج من ثمار نخيل الزيت، يعد أحد أكثر الزيوت استهلاكًا حول العالم نظرًا لكفاءته وتعدد استخداماته الصناعية والغذائية. ومع انتشاره الواسع، يدور حوله جدل كبير بين مؤيد يسلط الضوء على مزاياه الاقتصادية والتغذوية، ومعارض يحذر من آثاره البيئية والصحية المحتملة.
زيت النخيل: نظرة علمية
زيت النخيل هو زيت نباتي يُستخرج من ثمار شجرة النخيل الزيتية (Elaeis guineensis)، ويُعدُّ أكثر الزيوت النباتية إنتاجاً عالمياً نظراً لغناه بالدهون المشبعة وكثافته العالية. يُستخرج الزيت من لب الثمرة (زيت النخيل الأحمر) ونواة الثمرة (زيت نواة النخيل)، ويُستخدم في الغذاء، التجميل، الوقود الحيوي، والصناعات.
يتركز إنتاج زيت النخيل في المناطق الاستوائية بسبب احتياج الشجرة لـ:
مناخ حار ورطب (درجة حرارة 24–32°م).
أمطار غزيرة (2000–5000 ملم سنوياً).
الدول الرائدة في الإنتاج (85% من الإنتاج العالمي):
إندونيسيا(أكبر منتج عالمي).
ماليزيا (ثاني أكبر منتج).
دول أخرى: تايلاند، كولومبيا، نيجيريا، غانا، كوت ديفوار.
فوائد زيت النخيل
اقتصادية:
-إنتاجية عالية: شجرة النخيل تنتج زيتاً أكثر بـ 10 مرات من فول الصويا أو عباد الشمس لكل هكتار.
-تكلفة منخفضة: مما يجعله خياراً مفضلاً للصناعات الغذائية.
صحية (خاصة الزيت الأحمر غير المكرر):
-غني بفيتامين هـ (توكوترينولات): مضادات أكسدة قوية تحارب الالتهابات.
-مصدر للبيتا-كاروتين(فيتامين أ): يدعم صحة العينين والمناعة.
-دهون مشبعة مستقرة حرارياً: مناسبة للقلي دون تكوين مركبات ضارة.
صناعية:
-نصف صلب طبيعياً (بدون هدرجة): يُستخدم في السمن النباتي، المخبوزات، والشوكولاتة.
طويل الصلاحية: مقاوم للتزنخ.
أضرار زيت النخيل
مخاطر صحية (عند الإفراط):
-غني بالدهون المشبعة (50%): يرتبط بزيادة الكوليسترول الضار (LDL) وأمراض القلب.
-زيت مكرر مهدرج: قد يحتوي على أحماض دهنية مُتحوِّلة تسبب الالتهابات وتصلب الشرايين.
-السعرات الحرارية العالية: يساهم في السمنة عند الإكثار.
أضرار بيئية خطيرة:
-إزالة الغابات الاستوائية: تدمير 50% من غابات إندونيسيا وماليزيا منذ 1970.
-انقراض الأنواع: تهديد حيوانات مثل الأورانغوتان، النمور، ووحيد القرن.
-انبعاثات كربونية: تجفيف المستنقعات يطلق غاز الميثان وثاني أكسيد الكربون.
مشاكل اجتماعية:
-استغلال العمال: في بعض المزارع (عمالة رخيصة، ظروف عمل سيئة).
-انتزاع الأراضي: من المجتمعات المحلية.
بدائل زيت النخيل
في الغذاء:
-زيت عباد الشمس أو الكانولا : أقل في الدهون المشبعة.
-زبدة الكاكاو: للشوكولاتة ومنتجات التجميل.
-زيت الزيتون البكر (للطهي بدرجات حرارة متوسطة).
في الصناعة:
-زيت جوز الهند: صلب طبيعياً لكنه أغلى وأقل إنتاجية.
-زيت بذور اللفت (الكانولا): للقلي والخبز.
حلول مستدامة:
-شهادة الـ RSPO (طاولة زيت النخيل المستدام): تشجع على إنتاج دون إزالة غابات.
-زيوت مُعدَّلة وراثياً: مثل فول الصويا عالي الأولييك (أقل هدرجة).
زيت النخيل سلاح ذو حدين:
فوائده الاقتصادية جعلته ركيزة في الصناعات الغذائية والتجميل.
لكن أضراره البيئية والصحية تتطلب:
-ترشيد الاستهلاك (تجنب الأطعمة المُصنَّعة الغنية به).
-دعم المنتجات المعتمدة على زيت نخيل مستدام (شهادة RSPO).
-التحول لبدائل صحية مثل زيت الزيتون والكانولا عند الطهي.
تقارير منظمة “الصندوق العالمي للطبيعة” (WWF) أو منظمة “غرينبيس”.

