“فخّ صامت وقاتل”، خبير بيئي يُحذّر من تيّارات مائية غير مرئية تشهدها الشواطئ التونسية بفعل التحوّلات المناخية. أسامينا
بعد الحادثة التي هزت الرأي العام في تونس بفقدان طفلة تبلغ 3 سنوات وسط البحر بعدما جرفتها الأمواج عندما كانت بصدد السباحة مع أهلها داخل عوامة مطاطية، فيما لا تزال عملية البحث عنها مستمرة لليوم الثالث على التوالي، ببحر قليبية، تزايد النقاش حول التحولات المناخية التي أصبحت تهدد المصطافين.
المهندس البيئي حمدي_حشاد الخبير المناخي نشر نصا مطولا على حسابه الشخصي بموقع الفيسبوك تحدث فيه عن التحولات المناخية وارتفاع الحرارة التي أثرت خاصة في البحر الأبيض المتوسط وغيرت من ديناميات التيارات البحرية فيه.
واعتبر الخبير أن تغير الحرارة والملوحة والضغط الجوي جميعها عوامل ساهمت في خلق تيارات مائية جديدة وأهمها وأكثرها “خبثا” حسب تعبيره هي التيارات العائدة (rip currents) وهي تيارات سريعة أشبه ب “المصْيدة” تجرف المصطافين إلى الداخل حتى وإن كان البحر هادئا ظاهريا .
وأشار الخبير حمدي حشاد إلى أن البحر الأبيض المتوسط يعدّ من أكثر البحار تأثرا بالتغيرات المناخية وذلك وفقا لأبحاث علمية صدرت حديثا وأثبتت أن البحر المتوسط يسخن بمعدل 20% أسرع من المعدل العالمي ما يخلق اختلالا في الكتل المائية وحركة الأمواج ويغذي التيارات الساحلية الخطيرة.
وعاد الخبير البيئي إلى أرقام رسمية نشرتها وزارة_الداخلية أكدت زيادة ملحوظة في حوادث الغرق بالسواحل التونسية بين عامي 2021 و2023 .
وانتقد حمدي حشاد غياب نظام الإنذار الموجه للمواطنين حول خطورة الاصطياف بما فيى ذلك في الأيام التي يتسم فيها البحر بالهدوء ظاهريا غير أنه محفوف بالمخاطر بفعل التيارات السريعة علاوة على غياب الحملات التوعوية والإجراءات اللازمة في حال التعرض إلى خطر “التيارات العائدة” .
وختم الخبير البيئي تدوينته بالتأكيد على ضرورة القطع مع فكرة أن ارتفاع الحرارة يعني بالضرورة الاصطياف فالشواطئ التونسية لم تعد آمنة بل تحولت حسب تعبيره إلى “فخ قاتل بصمت” وهو ما يمكن تفاديه إلا بالتوعية والاعتماد على نظام الإنذار المبكر المبني على معطيات علمية دقيقة
