Home / اقتصاد / مؤسسة “تمكين الشباب والأسرة”: استراتيجية شاملة لدعم الفئات الأكثر احتياجاً في ظل الأزمة السورية – أسامينا – خاص

مؤسسة “تمكين الشباب والأسرة”: استراتيجية شاملة لدعم الفئات الأكثر احتياجاً في ظل الأزمة السورية – أسامينا – خاص

مؤسسة “تمكين الشباب والأسرة”: استراتيجية شاملة لدعم الفئات الأكثر احتياجاً في ظل الأزمة السورية – أسامينا – خاص


في خضم الأزمات المعقدة التي يمر بها المجتمع السوري، تبذل مؤسسة “تمكين الشباب والأسرة” جهودًا متواصلة لتلبية احتياجات الفئات الأكثر تضررًا من الحرب.
وتتبنى المؤسسة نهجًا تكامليًا في العمل المجتمعي، يجمع بين البحث، بناء القدرات، التمكين الاقتصادي، وتعزيز الاستدامة البيئية. في هذا اللقاء الحصري مع موقع أسامينا، يشارك طريف ، رؤيته حول خشانة رئيس مجلس أمناء مؤسسة تمكين الشباب والأسرة كيفية تحديد أولويات الفئات المستهدفة، وكذلك تطوير برامج متكاملة تعكس التحديات المتزايدة في هذا السياق.

تحديد أولويات الفئات “الأكثر احتياجًا” في ظل الأزمة السورية

ويقول الخشانة: في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي خلفتها الأزمة السورية، تعتمد مؤسسة تمكين الشباب والأسرة نهجًا منهجيًا لتحديد الفئات الأكثر احتياجًا. وبحسب خشانة، فإن تقييم الفئات المستضعفة يتم بناءً على معايير علمية دقيقة تشمل:
القيام بتقييمات ميدانية دورية من خلال فرق محلية وشركاء مجتمعيين لجمع بيانات كمية ونوعية.

تحليل الفجوات في الخدمات الحالية ومعرفة الاحتياجات الأساسية التي لم تتم تلبيتها بعد.

إعطاء الأولوية للفئات الأكثر تضررًا مثل النساء المعيلات، ذوي الإعاقة، والشباب العاطلين عن العمل.

ويؤكد خشانة أن مؤسسة “تمكين الشباب والأسرة” تركز على الفئات التي تعيش على هامش الاهتمام التنموي، حيث تسعى لتقديم تدخلات متخصصة تراعي فرص التغيير المستدام في حياة المستفيدين.

التكامل بين البرامج لتعظيم الأثر

إحدى الركائز الأساسية لنجاح عمل المؤسسة تكمن في تكامل برامجها، حيث يرى خشانة أن البرامج المتكاملة أكثر فاعلية من البرامج المنفصلة. وشرح كيفية بناء هذا التكامل في البرامج كالتالي:
*البحوث والدراسات: هي نقطة الانطلاق التي تساعد على تحديد أولويات التدخلات وتصميم البرامج وفقًا للواقع الميداني.

*بناء القدرات: يُعتبر الأساس في تمكين الأفراد للانتقال من الاعتمادية إلى الفاعلية، سواء كان ذلك في مجالات العمل أو القيادة المجتمعية.

*التمكين الاقتصادي: يشمل تدريب المهارات المهنية، توفير الدعم الفني، وربط المستفيدين بسوق العمل عبر مشاريع صغيرة أو منح.

*البيئة والعمارة الخضراء: تدخل البيئة في تصميم البرامج من خلال توعية المجتمعات بأهمية الاستدامة في حياتهم اليومية.

من خلال هذا التكامل بين العناصر الأساسية، تضمن المؤسسة تحقيق تأثير عميق وتقليل الهدر في الموارد.

تمكين النساء: أكثر من مجرد برامج مالية

تختلف استراتيجية مؤسسة تمكين الشباب والأسرة في تمكين النساء المعيلات عن البرامج التقليدية التي تركز فقط على الجوانب المالية.
رئيس مجلس أمناء مؤسسة تمكين الشباب والأسرة يوضح ذلك بالقول: “نحن نعتبر التمكين عملية متكاملة، تبدأ بتقييم احتياجات المرأة بشكل فردي وتراعي السياق العائلي والمجتمعي. نقدم الدعم النفسي والاجتماعي مع التدريب المهني، لتوفير بيئة آمنة تحفز المرأة على التقدم والتطور”.

ويتابع: أحد البرامج المميزة في هذا الصدد هو برامج الحاضنات، التي توفر رعاية للأطفال أثناء تدريب الأمهات أو عملهن، مما يقلل العبء الاجتماعي الذي قد يمنعهن من المشاركة في الأنشطة الاقتصادية.

التحديات غير المالية التي تواجه النساء

ومن بين أكبر التحديات التي تواجه النساء في مشاريع توليد الدخل في الساحة السورية، يشير الخشانة إلى العوائق الاجتماعية والنفسية، مثل الأدوار الاجتماعية التقليدية التي تقيد تحركات المرأة وتقلل من تقبل المجتمع لخروجها للعمل. وللتغلب على هذه العقبات، توفر المؤسسة ورشات توعية مجتمعية تشمل أزواج وأولياء أمور النساء، وكذلك دعم نفسي جماعي لتعزيز الثقة بالنفس.

دمج الاقتصاد الأخضر في برامج التمكين الاقتصادي

يعتبر الاقتصاد الأخضر جزءًا أساسيًا من استراتيجية مؤسسة تمكين الشباب والأسرة، حيث يُدمج هذا المفهوم في برامج التوظيف وتوليد الدخل لتوفير فرص عمل صديقة للبيئة. وهنا يذكر الخشانة أمثلة على بعض المبادرات التي تنفذها المؤسسة، مثل:

دورات تدريبية لإعادة تدوير الأقمشة لصناعة منتجات منزلية قابلة للتسويق.

مشاريع صناعة الصابون البيئي باستخدام مكونات طبيعية، موجهة للنساء في الأحياء الشعبية.

مبادرات للطاقة الشمسية، حيث يتم تدريب الشباب والنساء على استخدام الطاقة الشمسية في مشاريع صغيرة.

البحث وبناء القدرات: ترجمة النتائج إلى برامج عملية

وفيما يتعلق بالبحث، يؤكد الخشانة أن النتائج يجب أن تتحول إلى برامج قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، لذلك مؤسسة تمكين الشباب والأسرة تركز على تصميم أبحاث مركزة وقصيرة المدى تساهم في تحديد المهارات الحقيقية التي يحتاجها المجتمع. كما يتم تصميم برامج تدريبية مرنة ومتكاملة تربط بين المهارات العملية والشخصية، مع توفير فرص متابعة بعد التدريب لضمان استدامة الأثر.

حاضنات الأطفال: خطوة أساسية نحو تمكين المرأة

ويشير الخشانة إلى أن خدمات حاضنات الأطفال تعتبر من الركائز الأساسية في استراتيجيات تمكين المرأة اقتصادياً، حيث تساعد الحاضنات في تخفيف العبء الاجتماعي عن النساء المعيلات، مما يسمح لهن بالانخراط في التدريب أو العمل دون القلق على أطفالهن، ولتجاوز تحديات البنية التحتية، طورت المؤسسة نموذج الحاضنات المتنقلة والحاضنات المنزلية المُرخّصة التي توفر فرص رعاية آمنة داخل المجتمعات المحلية.

العمارة الخضراء: الاستدامة في بيئة طارئة

مع تزايد احتياجات الأسر المتضررة من النزاع، تدعو مؤسسة تمكين الشباب والأسرة إلى تبني العمارة الخضراء كحلول منخفضة التكلفة لتحسين الظروف المعيشية، وعن ذلك يقول الخشانة: إلى أن هذه الحلول البيئية لا تقتصر على توفير الراحة الصحية للأسر فحسب، بل تسهم أيضًا في تقليل التكاليف على المدى الطويل، مثل استخدام مواد محلية للعزل، أو تحسين الإضاءة والتهوية باستخدام تصميمات بسيطة.
ختاماً:
في مواجهة التحديات المستمرة في سوريا، تقدم مؤسسة تمكين الشباب والأسرة نموذجًا رائدًا في العمل المجتمعي، حيث تدمج بين الدعم الاقتصادي والاجتماعي والبيئي. من خلال استراتيجيات متكاملة تركز على التمكين الفعلي والاستدامة، تعمل المؤسسة على تحسين حياة الفئات الأكثر احتياجًا وتقديم فرص حقيقية للتغيير المستدام.

Tagged:

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *