Home / مشكلة وحل / اجتماعي / من الشارع الى الشاشة.. كيف كسرت “وسائل التواصل” الصمت الاجتماعي والسياسي في سوريا؟

من الشارع الى الشاشة.. كيف كسرت “وسائل التواصل” الصمت الاجتماعي والسياسي في سوريا؟

من الشارع الى الشاشة.. كيف كسرت “وسائل التواصل” الصمت الاجتماعي والسياسي في سوريا؟

خاص – أسامينا:
قبل عام 2011، سيطرت وسائل الإعلام التقليدية في سوريا بقبضة حديدية، محكومة برواية رسمية واحدة. لكن مع اندلاع الاحتجاجات، حدث تحول جذري: انتقل الصراع من الساحات والشوارع إلى الفضاء الرقمي.
أصبحت منصات مثل فيسبوك، تويتر، يوتيوب، وفيما بعد تطبيقات المراسلة، مسارح حاسمة للتغيير الاجتماعي والسياسي.
لم تكن مجرد أدوات اتصال؛ بل تحولت إلى أسلحة للمقاومة، ومنصات للتعبئة، وفضاءات لبناء مجتمعات بديلة، وأدوات للتأثير العالمي يبحث هذا التحليل في الكيفية التي غيرت بها هذه التكنولوجيا – عبر “الشاشة” – المشهد الاجتماعي والسياسي السوري بعمق، من تفجير احتكار المعلومات إلى إعادة تشكيل الهويات والتحالفات، وخلق تحديات جديدة معقدة.
تأثير التكنولوجيا على التشكيل المجتمعي والسياسي:

تفجير احتكار المعلومات وكسر حاجز الصمت..
ما قبل 2011: سيطرة شبه كاملة للدولة على وسائل الإعلام (التلفزيون، الراديو، الصحف). الرقابة مشددة، والرواية الرسمية هي المهيمنة. المجتمع المدني مقموع، والخطاب العام محدود.
لكن جاءت التكنولوجيا لتلعب دورها: وفرت وسائل التواصل منفذاً بديلاً، وسمحت للمواطنين العاديين (الناشطين، المدونين، الشهود) بنشر الصور ومقاطع الفيديو والتقارير المباشرة من قلب الأحداث، متجاوزين الرقابة الحكومية. تحولت الهواتف الذكية إلى كاميرات توثيق قوية.
لناحية التأثير: كسرت حاجز الخوف والصمت، وخلقت رواية مضادة قوية للرواية الرسمية، وعرّت العنف الممنهج، وجذبت انتباه العالم، وأصبحت المعلومات سلاحاً في مواجهة الآلة الدعائية للنظام.
ثمة سؤال يطرح نفسه لجهة تعبئة وتنظيم الحراك الاجتماعي والسياسي؟
هنا يبرز دور التكنولوجيا: عندما سهّلت المنصات الرقمية الدعوة للاحتجاجات (حملات الهاشتاغ، إنشاء الفعاليات)، وتنسيق المواقع والتوقيتات، ونشر التكتيكات الأمنية. سمحت بتشكيل شبكات ناشطين محلية ووطنية وعابرة للحدود.
أما لجهة التأثير، ساهمت بشكل حاسم في توسيع نطاق الاحتجاجات وتكثيفها في مراحلها الأولى. وفرت أداة سريعة وفعالة للتعبئة خارج القنوات التقليدية (التي كانت مفككة أو خاضعة للرقابة أصلاً). ساعدت في خلق شعور بالوحدة والتضامن بين المحتجين في مختلف المدن.
أيضاً مايتعلق بإعادة تشكيل المجال العام والهويات الاجتماعية:
كيف لعبت التكنولوجيا دورها، لقد خلقت فضاءات عامة افتراضية جديدة، حيث يمكن للنقاش والحوار أن يتطورا بحرية نسبية أكبر من الواقع. ظهرت مجموعات ومنصات للمجتمعات المحلية، النازحين، الناشطات النساء، الفنانين، المهنيين، والأقليات.
بالنسبة إلى التأثير: ساهمت بإضعاف الهويات التقليدية، وتحدت الخطاب الرسمي الذي يصور المجتمع ككتلة متجانسة، وكشفت عن تنوعه وتعقيده.
كذلك عملت على بناء هويات وتضامنات جديدة:نشأت هويات مبنية على الموقف السياسي (ثوري/موالي)، الانتماء الجغرافي (المدينة المحاصرة)، المهنة (الناشط/الإعلامي المواطن)، أو القضية (العدالة الانتقالية/إعادة الإعمار).
النقطة الأهم هي تمكين أصوات مهمشة:
لابد من الإشارة إلى أنها أعطت منصة أكبر لأصوات الشباب والنساء والمجموعات التي كانت على هامش الخطاب العام التقليدي.
ناهيك عن تجزئة المجال العام الذي أدى الاستقطاب الشديد إلى خلق “غرف صدى” افتراضية، حيث يتواصل المؤيدون مع بعضهم والمعارضون مع بعضهم، معززين الانقسامات.
لكن في المقابل يبرز التأثير السياسي: الدبلوماسية العامة والحرب الإعلامية:
عن دور التكنولوجيا: يمكن القول: أصبحت المنصات ساحة للحرب الإعلامية الشرسة: توثيق الانتهاكات، كسب التعاطف الدولي، الضغط على الحكومات، جمع التبرعات، التواصل مع الدبلوماسيين والإعلام الدولي.
النظام البائد: نشر الرواية الرسمية، التشكيك في مقاطع المعارضة “فبركة”، شن هجمات إلكترونية على الناشطين، استخدام حسابات وهمية (الروبوتات) لنشر الدعاية والتضليل.
التحديات والآثار السلبية: الجانب المظلم للتكنولوجيا يتعلق بالمراقبة والقمع:استخدام النظام البائد وأطراف أخرى للتكنولوجيا لتعقب الناشطين، اختراق حساباتهم، نشر معلوماتهم الشخصية (الدوكسينج)، واعتقالهم.
التضليل الإعلامي والأخبار الكاذبة: انتشار سريع وشاسع للأكاذيب والدعاية من جميع الأطراف، مما زاد من حدة الاستقطاب وصعوبة معرفة الحقيقة.

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *