Home / شعر / نار من نور، ونور من نار، ورحله بين أضلع بنو آدم….

نار من نور، ونور من نار، ورحله بين أضلع بنو آدم….

أسامينا

ها أنت تضع يدك، يا صديق الدرب، على جرحٍ عميق لا يراه إلا السائرون في طريق الوعي: جرح “الطريق المزيف”.

فالشيطان ياعزيز الروح لا يملك أن يجعل من الجحيم جنة، لأن الجنة نور إلهي لا يُستعار، ونعيم لا يُزور..

لكنه بارع في تزيين الدروب المؤدية إلى الهلاك.، والشيطان لا يبيع الوجهة، بل يغريك بزينة الرحلة..

يجعل الطريق معطراً بالوعود، مرصوفاً بالملذات، مزخرفاً بمظاهر براقة، وكلمات رنانه.، ولكن في العمق، هناك خراب يلتهم الروح كما يلتهم الصدأ الحديد.

إن أخطر ما يفعله الشيطان ليس أن يزين الحرام فحسب، بل أن يُلبِس الضلال ثوب الدين، وأن يزرع بين الناس من يبيعون الخوف بإسم الله، ويضيقون الأفق باسم الشريعة، ويغلقون أبواب الروح بإسم التقاليد.

هؤلاء الذين حملوا زهره من كل بستان دون أن يعرفوا أسرار التراب الذي نبتت منه الزهور، فكان علمهم زخرفاً، كمثل الحمار يحمل أسفاراً، وكان إيمانهم قيداً، وكان فكرهم جداراً أمام كل نقاش.

أما الإنسان البسيط، التائه في عالم صاخب، فما أن يرى درباً مزيناً بالألوان حتى يميل إليه، لأنه تعب من القبح الذي نشره جموع غلفوا قلوبهم بالجمود..

وهكذا صار الميل إلى الإغراء طبيعياً، لأن النور الحقيقي حُجب عنه بأستار الخوف والقلق والتوتر.

لكنني بالحق أقول لكم يا أبناء النور، ليس كل طريق مضي بالحواس يؤدي إلى النور.، وليس كل درب قاسى وظلامي هو هلاك.، فأحياناً يكون الجمال ستاراً للهلاك، وأحياناً يكون الألم باباً إلى فجر النور.

إستفيقوا، يرحمكم الله…

فالنور لا ولن يُرى بالعين، بل يُستشعر بالقلب.، والرحلة ليست فيما يُزين لك أن تراه، بل فيما يتملكك من الله حين يطهر وعيك وبصيرتك من وهم الزينة ووهم الألسن.

فالشيطان يبيع لك الطريق، لكن الحق يمنحك الوجهة والخطه والخريطه والنظام .

فإختر وجهتك قبل أن تسير، وإلا ضل بك الطريق مهما كان معطراً بالورود.

Dr. Ahmed Abd El-Atty

Tagged:

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *