ترامب يلوح بفرض تعريفات جمركية بنسبة 200% على ورادات الولايات المتحدة من الأدوية
ترامب يلوح بفرض تعريفات جمركية بنسبة 200% على ورادات الولايات المتحدة من الأدوية
أسامينا
الرئيس الأميركي دونالد ترامب يلوح بفرض رسوم جمركية بنسبة 200% على الأدوية. (مصدر الصورة: SAUL LOEB / AFP)
ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى أن إدارته تعتزم فرض تعريفات جمركية بنسبة 200% على واردات الأدوية إلى الولايات المتحدة، على أن تدخل حيز التنفيذ بعد عام.
وتعد النسبة رسومًا ضخمة قد تطال واردات تُقدر بنحو 200 مليار دولار، وقد تؤدي إلى ارتفاع أسعار الأدوية على الأميركيين في حال تطبيقها.
وقال ترامب خلال اجتماع لمجلس الوزراء إن إدارته تعتزم الإعلان “قريبًا جدًا” عن الرسوم الجمركية على واردات الأدوية.
مهلة لنقل العمليات
وينص المقترح على منح الشركات “نحو عام” لنقل عمليات التصنيع إلى داخل الولايات المتحدة قبل بدء تطبيق الرسوم الجمركية، والتي قدرها ترامب بنحو 200%.
وتُعفى الأدوية حاليًا من الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها ترامب تحت اسم رسوم “يوم التحرير” على معظم الدول، رغم أن الرئيس سبق أن هدد بإمكانية فرض رسوم إضافية على هذا القطاع.
وفي حال تطبيقها، قد تؤثر الرسوم الجمركية الواسعة على الأدوية في واردات تُقدر بمليارات الدولارات، إذ استوردت الولايات المتحدة أدوية بقيمة 212 مليار دولار في عام 2024، ما يجعلها خامس أكثر سلعة مستوردة في البلاد.
كما أعلن ترامب، الثلاثاء، عن فرض رسوم جمركية بنسبة 50%
على واردات النحاس، ملمحًا إلى إمكانية فرض رسوم إضافية على منتجات محددة، مثل رقائق أشباه الموصلات.
ولا يزال من غير الواضح متى ستعلن إدارة ترامب رسميًا عن الرسوم الجمركية على الأدوية، أو متى سيجري تطبيقها، في ظل إشارته إلى أن هناك فترة سماح تمتد لعام كامل لمنح الشركات فرصة لنقل التصنيع إلى داخل الولايات المتحدة.
تأثير الرسوم الجمركية على الأدوية
ولا تزال التأثيرات الدقيقة التي قد تخلفها أي رسوم جمركية على الأدوية بالنسبة للأميركيين غير واضحة حتى الآن، لا سيما في ظل احتمال وجود فترة طويلة بين الإعلان الرسمي عن الرسوم وبدء سريانها فعليًا.
وكان خبراء قد حذروا في وقت سابق من أن فرض رسوم جمركية على الأدوية قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بالنسبة للأميركيين.
وقال الرئيس التنفيذي لرابطة الأدوية المتاحة، جون مورفي الثالث، في بيان في أبريل/نيسان الماضي، إن “الرسوم الجمركية… لن تؤدي إلا إلى تفاقم المشكلات القائمة أصلًا في سوق الأدوية الميسورة التكلفة في الولايات المتحدة”، كما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” في الشهر ذاته عن خبراء في القطاع قولهم إن الأميركيين قد يُضطرون إلى دفع مبالغ أعلى من جيوبهم أو رسوم مشاركة أعلى مقابل أدويتهم.
وأثار التهديد بفرض الرسوم الجمركية أيضًا مخاوف من احتمال حدوث نقص في الأدوية، إذ أشار تقرير صادر عن معهد “بروكنغز” إلى أن شركات الأدوية الأجنبية قد ترد على ارتفاع التكاليف الناتج عن الرسوم من خلال الانسحاب بالكامل من السوق الأميركية.
وأشار ديفيد ريكس، الرئيس التنفيذي لشركة “إيلي ليلي” التي تنتج أدوية من بينها “مونجارو” و”زيبباوند” من فئة GLP-1، إلى أن فرض الرسوم الجمركية قد يدفع الشركة إلى تقليص استثماراتها في مجال البحث والتطوير، ما يعني أن التداعيات قد تمتد لتشمل تباطؤ تطوير علاجات جديدة لمشكلات الصحة التي يعاني منها الأميركيون.
ما الأدوية التي قد تتأثر أكثر بالرسوم الجمركية؟
ورجح مركز الأعمال الصحية بجامعة نورث كارولاينا أن تكون الأدوية الجنيسة الأكثر تضررًا من أي رسوم جمركية محتملة، نظرًا لأنها تعمل بهوامش ربح أقل بكثير من نظيراتها ذات العلامات التجارية، والتي تتمتع بقدرة أكبر على امتصاص التكاليف الإضافية الناتجة عن الرسوم.
وأشار معهد بروكنغز إلى أن العقاقير الخاضعة للرقابة، مثل الأفيونات وأدوية اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، ستكون أقل تأثرًا، إذ إنها تُصنع في الغالب داخل الولايات المتحدة بسبب القيود الإضافية المفروضة عليها.
كما أن نحو نصف الأدوية الجنيسة القابلة للحقن، مثل المضادات الحيوية الوريدية، والمحاليل الملحية، وأدوية العلاج الكيميائي، والليدوكائين، والإبينفرين، تُنتج محليًا بالفعل.
ما الدول التي ستتأثر بالرسوم الجمركية على الأدوية؟
وتصدرت أيرلندا قائمة الدول المصدرة للأدوية إلى الولايات المتحدة في عام 2024، بواردات بلغت قيمتها 50.3 مليار دولار، تلتها سويسرا (19 مليار دولار)، ثم ألمانيا (17.1 مليار دولار)، وسنغافورة (15.3 مليار دولار)، والهند (12.5 مليار دولار)، وذلك وفقًا لبيانات منصة مرصد التعقيد الاقتصادي، المتخصصة في بيانات التجارة والمرتبطة بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT).
وأشار مركز الأعمال الصحية بجامعة نورث كارولاينا إلى أن الأدوية ذات العلامات التجارية تُصنع في الغالب داخل الولايات المتحدة وأوروبا، في حين تأتي معظم الأدوية الجنيسة من الهند والصين.
ترجمة: أحمد علوي
المصدر Forbes