علماء بريطانيون يستخلصون الهيدروجين من زهرة “عباد الشمس”
أسامينا
المملكة المتحدة
التجارب واعدة لكن تكلفة المواد تصعب انتشارها على مستوى تجاري
زهرة مشرقة ارتبطت منذ آلاف السنين بالجمال والزراعة والتغذية، تُستخدم بذورها في الصناعات الغذائية، وزيتها في مستحضرات التجميل، بل تُعرف بقدرتها على تنقية التربة من السموم. ومع ذلك، يبدو أن عباد الشمس لم يكشف بعد عن كل أسراره. فقد توصل علماء بريطانيون إلى اكتشاف مذهل: هذه الزهرة قادرة على إنتاج الهيدروجين، أحد أنظف مصادر الطاقة في العالم.
في ظل تصاعد الدعوات العالمية للتخلي عن الوقود الأحفوري، برز الهيدروجين كأحد البدائل الواعدة. لكن إنتاجه النظيف لا يزال يمثل تحدياً كبيراً، إذ تتطلب عملية فصله عن العناصر الأخرى طاقة هائلة غالباً ما تُستمد من مصادر ملوثة، مما يجعل الهيدروجين في كثير من الأحيان “صافي خاسر للطاقة” أكثر مما هو منتج لها.
ووفقاً لتقرير نشرته شبكة “ABC News”، يعمل فريق بحثي من جامعة ليدز البريطانية على تطوير تقنية مستوحاة من أبحاث يابانية تعود إلى ستينيات القرن الماضي، حيث استخدم العالمان كينيتشي هوندا وأكيرا فوجيشما الضوء لتحفيز تفاعلات كيميائية تُعرف بـ”التمثيل الضوئي الصناعي”.
ويسعى الفريق البريطاني الآن لتطبيق هذه الفكرة باستخدام زيت عباد الشمس، حيث يتم تثبيت جهاز داخل السيارة يعمل على استخراج الهيدروجين من الزيت أثناء تشغيل المحرك. ويُستخدم في هذه العملية محفزات مثل النيكل أو مواد كربونية لتسريع التفاعل، مما يسمح بتوليد الكهرباء والماء من خلال دمج الهيدروجين مع الأكسجين.
قال الدكتور أندرو موس، أحد أعضاء الفريق البحثي: “إنتاج الهيدروجين من الزيوت النباتية يمثل مصدراً متجدداً واقعياً. هذه التقنية قد تتيح إنتاج الهيدروجين داخل السيارات نفسها، دون الحاجة إلى محطات خارجية.”
وتتميز هذه التقنية بأن زيت عباد الشمس يتطلب مساحة تخزين أقل من الهيدروجين المضغوط. فضلاً عن كثافة الطاقة فيه أعلى، ما يسمح بتخزين طاقة أكبر في حيز أصغر.
وتشير الأبحاث إلى أن انبعاثات الكربون الناتجة عنها منخفضة، ويمكن تعويضها بزراعة المزيد من عباد الشمس.
لكن التحديات لا تزال قائمة، أبرزها ارتفاع تكلفة المواد المستخدمة، وصعوبة تطبيق التقنية على نطاق تجاري واسع حتى الآن.
المستقبل: هل يتحول الأصفر إلى رمز للطاقة الخضراء؟
رغم مرور سنوات على الإعلان الأول عن هذا الاكتشاف، لم تصل التقنية بعد إلى مرحلة التطبيق العملي الواسع. ومع ذلك، يأمل الباحثون في جامعة ليدز أن ينجحوا في تصغير حجم الأجهزة لتناسب الاستخدام داخل المركبات، مما قد يفتح الباب أمام ثورة في عالم الطاقة المتجددة.
فهل نشهد قريباً سيارات “تُشحن” بزيت عباد الشمس بدلاً من الوقود التقليدي؟ يبدو أن اللون الأصفر قد يكون بالفعل هو الأخضر الجديد.
الرياض