
شقيق وزير الاتصالات المستشار عمار هيكل يكتب:
أسامينا
نعمان أصلان
هل الاستثمارات التي تم الإعلان عنها مفيدة للسوريين فعلاً؟
لست خبيراً اقتصادياً، لكنني سوري أولاً (أي بفهم بكل شي)، بالإضافة لخبرتي المتواضعة بحكم عملي. بخصوص الاستثمارات التي تم الإعلان عنها:
- بدايةً، المقارنة مع السنوات الأخيرة قبل قيام الثورة غير صحيح، وقتها، كان هناك بلد يسير بانتظام، لديه موازنة، لديه أموال في المصرف المركزي، عملة صعبة، لديه رواتب الموظفين، والبلد تسير بدون مخاطر. اليوم سوريا مدمرة، ليس لديها اقتصاد، ليس لدي الحكومة أية سيولة (الرواتب الحكومية تدفعها دول صديقة)، وليس لديها بنية تحتية، وأية أزمة صغيرة أو كبيرة ترجعها مباشرة عشر خطوات إلى الوراء.
- أولوية الحكومة اليوم هي جلب مبالغ نقدية بسرعة، وتعزيز صورة سوريا الاستثمارية كي يتشجع المستثمر بغيره، مع تحقيق أكبر فائدة ممكنة للحكومة والبلد.
- الاستثمارات ليست بمن يشتريها أو يستخدمها، بل في فرص العمل التي تخلقها. فبناء سكني حديث مثلاً لا يهم من يمكنه شراء منزل فيه، بل ما هي الحركة الاقتصادية التي سيشكلها، من شركات مقاولات، ورشات بناء، أعمال نجارة وإكساء وصحية، وغيرها، شركة تنظيف، شركة حراسة، موظفين، ثم ما يشكله وجوده في البلد، سيجلب مئة ساكن غني فرضاً، وهؤلاء سيستخدمون وسائل النقل، وسيوظفون أشخاص لديهم، إلخ.
- الفرص في بلد مثل سوريا، تبدأ من الأكثر جاذبية، القطاعات الأسرع ربحاً، المدن الأكثر اكتظاظاً، ثم يتم الانتقال للفرص التالية بعد استنفاذ الفرص السابقة. لذا من الطبيعي أن تبدأ الأمور بدمشق، وبالقطاعات العالية الربحية، والسريعة العائد على الاستثمار.
- ومن المهم التذكير، أن البلد ليست جاهزة للاستثمار، وبالتالي لا يمكن التشرط على المستثمرين، فلا العقوبات تم رفعها بالكامل، وهذا يعني كلفة إضافية على الشركات المستثمرة، ولا الحالة الأمنية مستقرة، ولا البنية التحتية جاهزة. لذا لا بد أن نبذل جهداً إضافياً وتضحية لإقناع المستثمر بالقدوم إلى سوريا.
- بعد أن تتحرك السيولة لدى الحكومة، ستكون مسؤوليتها، من خلال مواردها، السكن الشعبي، والمدارس، والمستشفيات. كما سيكون لديها فرصة مع زيادة الاستثمار أن تعطي حوافز أو تخفيضات ضريبية للاستثمار في محافظات أخرى أو في قطاعات تشغيلها أصعب أو عائدها السريع أقل.
لذا من المفيد أن ننظر لهذه المشاريع كوسيلة ضرورية لتحريك عجلة الاقتصاد المتوقفة، على أمل أن تصل ثمارها للجميع مستقبلاً.