Home / أخبار سوريا / سقوط…………………._النظام

سقوط…………………._النظام

أسامينا

شادي أحمد

إن عوامل سقوط أي نظام سياسي ليست وصفة واحدة ثابتة،
لكنها غالبًا تتشكل من تداخل أزمات داخلية و ضغوط خارجية.

من الناحية العملية، يمكن اختصارها في أربع دوائر رئيسية مترابطة:

الشرعية السياسية

عندما يفقد النظام شرعيته أمام مواطنيه (بسبب القمع، الفساد، غياب العدالة الاجتماعية، أو التلاعب بالقوانين)، تبدأ قاعدته الشعبية بالانكماش.
الشرعية هي “رأس المال السياسي” الذي إذا انهار، لا يعوضه السلاح ولا الاقتصاد على المدى الطويل.

الأزمة الاقتصادية

الاقتصاد هو المحرك الأساسي لاستقرار أي نظام. الانهيار المالي، التضخم، فقدان العملة قيمتها، ارتفاع البطالة والفقر، كلها تؤدي إلى فقدان ثقة الناس، وزيادة احتمالات التمرد أو انهيار مؤسسات الدولة.

تفكك النخب التحالفات.

الأنظمة لا تقوم فقط على الرئيس أو الملك، بل على شبكة معقدة من التحالفات: المؤسسة العسكرية، رجال الأعمال، البيروقراطية، الأحزاب.
عندما تبدأ هذه النخب بالانشقاق أو الصراع الداخلي على الموارد والسلطة، يصبح النظام هشًا من الداخل.

الضغط الخارجي والعزلة الدولية.

العقوبات، العزلة الدبلوماسية، الحروب، أو فقدان الدعم من حلفاء استراتيجيين (او خيانتهم بالمعنى المجازي)، كلها تجعل النظام عرضة للسقوط،
خاصة إذا ترافق ذلك مع ضغوط داخلية.

أحيانا يكون الانفتاح الخارجي فخا ً قويا و كمينا محكما لسقوط لاحق (حيث لم تشفع العلاقات المميزة بين نظام حسني مبارك و زين العابدين بن علي و صدام حسين و علي عبد الله صالح مع الولايات المتحدة في إسقاط أنظمتهم)

لكن الأهم هو التوقيت والتفاعل:

قد يتحمل نظام ما الظروف الاقتصادية المنهكًة إذا بقيت لديه شرعية سياسية قوية (مثل كوبا و كوريا الشمالية لعقود).

وقد يسقط نظام غني بالموارد بمجرد انهيار شرعيته وتفكك تحالفاته (مثل ليبيا 2011).

وبعض الأنظمة تتآكل ببطء طويل قبل الانهيار المفاجئ، كما في الاتحاد السوفيتي.

قد يتبدل أشخاص النظام السابق و لكن ممارساته تبقى مع النظام الجديد البديل

بالمحصلة، سقوط النظام عادة يحدث عندما تتقاطع هذه العوامل الثلاثة:
انفجار أزمة اقتصادية – تفكك داخلي للنخب – ضغط خارجي أو شعبي لا يمكن ضبطه.

هذا يفتح الباب لتفكير أعمق:
ليس السؤال “لماذا يسقط النظام؟”
بل “لماذا تستمر بعض الأنظمة رغم كل الظروف؟”.

(خنوع الشعوب)

الاستمرارية أحيانًا أعقد من السقوط.

Tagged:

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *