التخطيط العسكري لسقوط نظام الأسد..!
أسامينا
التخطيط العسكري لسقوط نظام الأسد..!
بداية المسار: موسكو – خريف 2022
- من موسكو بدأ التمهيد لسقوط الأسد، وليس من العواصم العربية أو الغربية.
- روسيا، التي كانت في ذروة أزمتها الأوكرانية، دفعت بـ“الانفتاح العربي” على النظام السوري كتكتيك مؤقت لربح الوقت وكسب أوراق تفاوضية في صيف 2022 ، في خريف 2022 بدأ العمل على المسار التركي السوري .!
- هذا الانفتاح لم يكن دعماً للنظام بقدر ما كان “الجزرة” التي تقود الأسد نحو مسار سياسي محدد، يتمثل في التطبيق الكامل للقرار 2254 وتقاسم السلطة مناصفة مع المعارضة.
وقد رأينا أن العرب لم يقدموا له سوى بعض المساعدات البسيطة المتفق عليها، مع استمرار الضغط عليه لتنفيذ القرار 2254.
الجزرة والعصا: المساران العربي والتركي
المسار العربي:
تم تقديمه للنظام كإطار لعودة “منضبطة” إلى الحضن العربي مقابل انخراطه في عملية التسوية السياسية.
المسار التركي:
كان “العصا” التي تلوّح بها روسيا للنظام نفسه تحت غطاء “المصالحة التركية – السورية”.
- لقاءات أمنية تركية – سورية بوساطة روسية.
- اقتراح تشكيل لجنة مفاوضات في نهاية 2023 (5 من كل طرف، و3 ممثلين عن منصات المعارضة: موسكو، الرياض، القاهرة، وتم تحديد الأسماء حينها).
- المعادلة كانت واضحة: إما انخراط الأطراف السورية في التسوية أو الخطة ب ( العمل العسكري كخطة بديلة.(
الخطة البديلة: العمل العسكري - الأسد لم يكن على علم بتفاصيل “الخطة ب”. ولا توقيتها !.
- الأتراك هم من اقترحوا على الروس استخدام هيئة تحرير الشام كـ “أفضل خيار يمكن ضبط إيقاعه” في حال تم قلب النظام عسكرياً، وذلك بالتنسيق مع المخابرات البريطانية، الحليف التاريخي الأقرب للاستخبارات التركية عبر التاريخ .
- تم التفاهم بين الروس والأمريكيين على مبدأ قلب النظام، وجاء التوقيت الذهبي مع انتقال الإدارة الأمريكية (ذهاب بايدن وقدوم ترامب) ورغبة الأخير في تجنّب أي صدام مع موسكو، ضمن ضوء أخضر مشروط:
- على الأتراك ترتيب البيت الداخلي وأخذ زمام المبادرة ضمن محددات دقيقة.
- في حال عدم تقبل الناس للسلطة الجديدة عليها الرحيل طوعا أو بالقوة .
تم تشكيل غرفة عمليات تضم:• - العدد 7000 مقاتل من الجيش الوطني.
- العدد 5000 مقاتل من هيئة تحرير الشام
- بأسلحة خفيفة، مع الاعتماد على 5000 دراجة نارية لنقل القوات.ولاشك كلهم أبطال ووطنيين .!
- في المقابل، كان جيش النظام يبلغ نحو 200 ألف عنصر، ممتد من الغاب نحو الساحل ، وفي مدينة دمشق وهي قوة مدمرة كانت ، لو لا الضغط الروسي لعدم القتال و أبلغ بذلك وفد استانا ولو بتلميحات من قبل الروس والأتراك في 12/11/2024 !.
- من قدم الدعم الأنساني الحكومة المؤقتة لوجود الأمكانيات لها والمخزون في المستودعات .
- المعركة الأولى بدأت بتدمير عدد كبير من الدبابات على خطوط التماس ومقتل العشرات من جنود النظام.
- الطيران الروسي لم يشارك في المعارك إطلاقاً، وتم إبلاغ غرفة العمليات بذلك كل أيام التحرير !.
- كما تم سحب الشرطة العسكرية الروسية من جبل الزاوية ، لتقليل المسافة أمام القوات المهاجمة باتجاه حماة، وتقليص العملية العملية ليومين أضافيين ـ لذلك رأيتم مراكز النمر كانت فارغة وبها كل الأسلحة .
- دارت معركة في حماة مع ميليشيا “شبيحة قمحانة” وأخّرت الدخول يومين.
- ومع سقوط حماة، وجهت روسيا رسائل إلى فصائل الجنوب للتحرك نحو دمشق، وتأمين المؤسسات والسفارات، ونقل أفراد الحكومة إلى الجنوب.
التحوّل التركي والتبدّل في الميدان
مع مرور الوقت بدأت ملامح التراجع التركي تظهر بوضوح: - التحوّل نحو السعودية وتغيير الولاءات السياسية للسلطة .
- الدور السعودي كان الأبرز في رفع العقوبات وتوجيه بوصلة التسوية الدولية .
- تغيّر أولويات السياسة التركية داخلياً (الأزمة الاقتصادية، الانتخابات، تراجع الدعم الشعبي للتورط في الملف السوري، والتفاهم مع أوجلان).
- ضغوط إسرائيلية على أنقرة لمنعها من إقامة قواعد أو تنفيذ تدخل عسكري واسع في سوريا.
هذا التراجع فتح المجال أمام السلطة لمحاولة تغيير مرجعية الحل من أنقرة إلى موسكو وواشنطن وبدعم تركي.
زيارة الشرع إلى السعودية
حملت الزيارة رسائل رمزية واضحة: - تقديم “الولاء السياسي” للرياض بدلاً من أنقرة.
- محاولة كسب دعم خليجي مقابل الانفكاك عن المحور التركي.
- هذه التحركات أقلقت أنقرة، التي طالبت بعودة التنسيق مع موسكو.
السويداء: بداية التفجير من الخاصرة الرخوة
تفجّر الصراع في السويداء لم يكن حدثاً معزولاً، بل جزءاً من الاستراتيجية التركية: - الضغط على السلطة الجديدة من الداخل، عبر الخاصرة غير الموالية.
- اختبار جدية التحول السياسي، أو التمهيد لانفجار أكبر.
- اختبار مدى الرد الاسرائيلي وتورطت الإدارة الحالية في هذا الحدث وعبر عن ذلك الشرع صراحة .
المشهد الراهن
هناك صفقة إقليمية – دولية يجري تنفيذها بصمت، تمثل ثمرة مسار تدريجي يحظى بتوافق “غير معلن”. - تركيا لم تخرج من اللعبة لكنها فقدت زمام المبادرة مؤقتاً.
- الدور العربي يتعاظم، لكن بشروط سعودية – إماراتية دقيقة: لا عودة مجانية و لا إعمار، والمطلوب مزيد من الاستقرار.
- الوضع في السويداء بأذن الله سيحل قريبا وبتدخل الدول الضامنة ( روسيا وتركيا وأمريكا )
- الوضع في الشمال السوري سيتم ترتيبه من خلال التوافق الأمريكي الروسي ، وستنسحب أمريكا ويكون الضامن روسي بين الأطراف الثلاثة السلطة والأتراك والأكراد.
قد تحصل تطورات ميدانية تقلب العديد من التوافقات كما حصل في غزة 2023 وتأخر تطبيق تلك المشاريع !.
وكان من المستحيل إيجاد حل في سوريا خلال ال14 عام لولا اللحظة الذهبية التي أتت بين الأمريكان والروس !. وتم خلال هذه الفترة وضع أرجل للقرار 2254 وهو اللجنة الدستورية وتم إدخالهم في حالة الأنعاش للحظة التوافق تلك التي أتت نهاية 2024 .






